ولما كان الأديب الإسلامي بعيداً عن دائرة الضوء غالبا، وأدبه في حاجة إلى من يبحث عنه ويجمعه من صفحات المجلات الإسلامية وزوايا الصحف المنتشرة في أنحاء العالم العربي، فإن دراسات هذا الأدب قليلة جداً، وقضاياه مغمورة معه، تقف على حدود الأعراف والقواعد الفنية، وتنتظر من يحولها إلى مقاييس نقدية وأعرافٍ أدبية.. ولن يتمكن من ذلك فرد بعينه، ولا من آراء عدة واجتهادات تنال موافقة جماعية وقبولا عند المختصين والمهتمين اهتماماً صادقاً بالأدب الإسلامي وقضاياه.
لذلك، ولفتح الباب أمام الدراسات والاجتهادات.. دعت الكلية عدداً من رواد الاتجاه الإسلامي في الأدب المعاصر، والمهتمين بتأصيل قواعد النقد الأدبي برؤية إسلامية، وأساتذة الأدب الإسلامي في الجامعات السعودية وبعض الجامعات العربية الأخرى، ليديروا حواراً هادئاً وعميقاً حول أبرز قضايا الأدب الإسلامي وأكثرها إلحاحاً.
وعقد الحوار، ودام خمسة أيام كاملة، وكانت قضاياه كثيرة تتشقق منها محاور جانبية أكثر - وكلها بكر في حاجة شديدة إلى من يقول فيها كلمة صادقة- وقدمت للحوار أبحاث ترفد هذه القضايا، بعضها تدرس قضية من تلك القضايا، وبعضها تفرع قضايا أخرى وتطرح أسئلة مهمة، لتزيد من الشعور بالحاجة إلى البحث والدرس.. ودارت مناقشات عميقة وجادة، وطرحت آراء خصبة ملأت فراغاً في حقل الأدب الإسلامي ووضعت معالم واضحة لأسس النظرية النقدية المرتقبة.
وبعد: