ستقولون إن هذه مسألة صعبة لا تتحقق، ولكن أذكركم أن الصهيوني الأول قبل مئة عام فقط دعا اليهود إلى إحياء لغتهم وكانت اليهودية "اللغة العبرية"لا تعرف إلا في الكتب الدينية. ولم يكن اليهود يتكلمونها في أية بقعة في العالم. والآن لليهودية قوام اللغة وقوام الدولة.

إذن يجدر بنا أن نبدأ ولو من نقطة الصفر بتعريب الألسنة الإسلامية للوصول إلى لغة إسلامية حقيقية تكون لغة توحد المسلمين.

د. نعمان القاضي: قضية وظيفة الأدب الإسلامي شائكة لأنها تقع بين الفن والدعاوة وهذا أمر لا يمكن أن نصل إليه بقرار.

إن القول بتوظيف الأدب لابد أن يسبقه إيمان بأن الأدب يلزم أموراً معينة. القول بتوظيف الأدب يسبقه القول بالالتزام. أي أن الأديب المسلم يجب أن يلزم بأشياء معينة، وأن يوظف الأدب في سبيلها. لذلك أرى أن نناقش في ظل قضية الوظيفة في ظل التوظيف لأن الوظيفة تتناسق مع الالتزام، أما التوظيف فلا بد له من التزام. والأدب العالمي ليست له مواصفات محددة. فإذا قلنا إن الأدب الإسلامي يمكن أن يكون أدباً عالمياً. فما معنى هذا، هل معناه أن يناقش القضايا التي تشغل العالم الآن؟ وهل يناقش القضايا التي تهم بعض المسلمين الذين يعيشون في أصقاع مختلفة. وهل معنى هذا أن يتزيّا بالأزياء العالمية ليصل إلى هؤلاء الناس ويعبر عنهم؟.

في الحقيقة لا أفهم معنى العالمية هنا؟ هل المقصود أن نصدره إلى العالم؟ أم أنه يصدر عن مشاكل العالم. فالقضية ليست واضحة في ذهني حتى الآن. لكني أفهم أن يرقى الأدب الإسلامي حتى يصبح عالمياً، وإذا كانت القضية على هذا النحو فإنه لا يكون أبداً بتوظيفنا له. بل بأن يوجد الأديب صاحب الموهبة العالمية التي يستطيع بها أن يخدم الإسلام ويقدمه للعالم. فإذا ما دخلنا هذا المدخل فإننا أرى أن قضية الترجمة تصبح قضية هامة وعاملا معيناً ولابد أن يسبقها اختيار دقيق لما يقدم للعالم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015