الوعد وأنه أفضل كتبه المنزلة من السماء وهي (التوراة والإنجيل والقرآن) إعلاماً لعباده بصيغة استفهام الإنكار وأنه لا أحد أوفى بعهده منه سبحانه وأمرهم أن يستبشروا بهذا العقد ويبشروا به بعضهم بعضا بشارة من قد تم له العقد ولزم بحيث لا يثبت فيه خيار ولا يعرض له ما يفسقه وأخبرهم إخبارا مؤكداً بأن ذلك البيع الذي بايعوه به هو الفوز العظيم والبيع هاهنا بمعنى المبيع الذي أخذوه بهذا الثمن وهو الجنة.
ولأن المسجد الأقصى له مكانته بالأفضلية لأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين وأسري بمحمد صلى الله عليه وسلم إليه. وفي الحديث أن الصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة وقد عبثت فيه أعداء الله وأعداء رسوله وأحرقته ومنعت الإطفاء وخربت مضخات الماء لكي لا يستعملها الجمهور لإطفاء الحريق وأعلن زعيمهم اللعين أن المسجد الأقصى لهم وأنه لا معنى لليهود بدون القدس. وقد أدرك جلالة الملك الراحل عبد العزيز أسكنه الله الجنة بثاقب فكره وغيرته على المقدسات الإسلامية خطر هجرة اليهود إلى فلسطين كما جاء في كتابه الموجه إلى الحكومة البريطانية المؤرخ في 31 ربيع الثاني 1357 هـ والذي فيه أنه يفضل أن تفنى الأموال والأولاد والذراري ولا تؤسس دولة لليهود في فلسطين وكذا كتابه إلى رئيس الحكومة الأمريكية في 7 شوال 1357 هـ والذي فيه: أما دعوى اليهود التاريخية فلا نجد ما يبررها لأن فلسطين كانت مشغولة بالعرب وكان السلطان فيها لهم وغيرها مما ذكر مما تخوفه من هجرة اليهود واستيطانهم فلسطين رحمه الله وجزاه عن الإسلام والمسلمين أحسن الجزاء.