فالآيات القرآنية دلت على جواز البيع والشراء إلى وقت النداء ودلت على مشروعية الابتغاء من فضل الله بعد الصلاة وهذا الحديث دل على أن الصحابة منهم من يأتي من منزله ومنهم من يأتي من العوالي. والظاهر أن المقصود من بساتينهم التي يذهبون إليها يوم الجمعة وما ذلك إلا للعمل والله أعلم.
ولكن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتبكير والاغتسال والتطيب يؤخذ منه إعطاء فرصة لمن أراد ذلك مبكرا، والمسلمون –إذا كان لابد من يوم تعطيل- أحق بيوم الجمعة وإعطاء فرصة للنصارى في بلد، هو أقلية فيه، دليل عن الانحراف عن الدين الإسلامي وموافقة أعداء الله في أعيادهم وهذه الموافقة فيها معنى الموالاة التي قد تصل إلى الكون من أهل الكفر: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} .
لهذا تجد المسلمون يضيقون ذرعا في بلادهم عندما يعطي حكامهم عيدا للنصارى وهو قلة تعطل فيه جميع الدوائر الحكومية والمحلات التجارية كل أسبوع وهو لا يؤدون في هذا اليوم إلا لحظات في الكنيسة قلة قليلة منهم وهم كفار وعباداتهم كفرية وبقية الوقت يقضونه في لهو ولعب أما المسلمون وهم الأغلبية فيومهم يوم عيد مشروع ويؤدون عبادة مشروعة تحتاج إلى الوقت للاستعداد قبل الصلاة ثم يحال بينهم وبين هذا العيد المشروع، يضق المسلون ذرعا بهذا الوضع وبعض البلدان قد لا يعطى المسلم فيها فرصة للصلاة إلا إذا فاتت بعض مصالحهم كأن يكون طالبا في كلية علمية كالطب والهندسة والدراسة مستمرة وقت الصلاة.. فأين إسلام هؤلاء الذين يضايقون المسلمين في أوقات عباداتهم ويحققون للكافرين مآربهم.
وهنا لابد من كلمة حق أقولها للمسلمين وأعدائهم على السواء الأصل في يوم الجمعة أن يكون يوم عمل –غير إجباري- لأن عمل الصحابة جرى على ذلك كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقد سبق بعضها، ولزيادة الإيضاح أسوق هذه الأحاديث الصريحة في العمل يوم الجمعة: