هكذا تسمى هذه للمؤسسة، إذ أطلق اسم الشافعية في أندونيسيا فهي المقصودة وهي منسوبة إلى مؤسسها الشيخ عبد الله الشافعي، وهي تشمل الإعدادية والثانوية والعالية والجامعة وبها معهد للأيتام لا يقل عددهم عن أربعمائة يتيم ويتيمة، وعدد طلبة المؤسسة كلها لا يقلون عن خمسة آلاف طالب وطالبة، وكثير منهم يسكنون في القسم الداخلي، ولها فروع في مدن أخرى، ومع الدراسة المنهجية توجد تدريبات مهنية: خياطة، تطريز، وطباعة، وصباغة، وغيرها، وكان المؤسس قد ورث أرضا واسعة من والده، فأوقف هذه الأرض لهذه المؤسسة وبنى عليها المرافق اللازمة تدريجيا ولا زال الشيخ عبد الله الشافعي يسعى للتوسع في الأرض والبناء واستيعاب أعداد كثيرة من أبناء المسلمين الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والتعليم ولا يعرف قدر جهوده وجهود أمثاله من المهتمين بإقامة المدارس والملاجئ لأبناء المسلمين إلا من رأى الجهود القوية التي يبذلها أعداء الله لإبعاد شباب المسلمين عن دينهم من المبشرين بالدين وغيرهم من داخل البلاد ومن خارجها.
وصلنا مقر هذه المؤسسة واستقبلنا المسؤولون الموجودون بها –وكانوا في أيام إجازة- وكان الاجتماع في قاعة المحاضرات بمعهد اليتامى، واليتامى موجودون كلهم في مساكن معهدهم، لأنهم مضطرون للبقاء لعدم وجود من يعيلهم وكان هؤلاء اليتامى قد اجتمعوا في القاعة، بين وبنات وغالبهم من سن السادسة عشرة فأقل، البنون في جهة، والبنات في جهة أخرى، ويلبس البنات لباسا ساترا لما عدا الوجه والكفين وكانوا عند قدومنا ينشدون بعض الأناشيد الإسلامية وهي تتضمن ترحيبا بالقادمين والظاهر أنها معدة لكل ضيف يستحق أن يحتفى به عندهم وكان الشيخ عبد الله الشافعي غائبا في مهمة وحضر نائبه واعتذر له.