وفي الساعة العاشرة تحركنا من الفندق على مطار سنغافورة فتسلمنا الأثاث وأنهينا الإجراءات وأقلعت بنا طائرة الخطوط السنغافورية في الساعة الحادية عشرة والدقيقة العاشرة، وبعد الإقلاع مباشرة أطللت من النافذة –كعادتي- فرأيت البحر وقد انتشرت فيه البواخر والقوارب، ثم ظهرت بعد قليل الجزر المكسوة بالخضرة وهي منتشرة في البحر بأشكال هندسية مختلفة.
وبعد ساعة وثمان دقائق أعلن المضيف دخولنا الأراضي الأندونيسية وهي كذلك مكسوة بالخضرة إلا أنها أقل كثافة –فيما بدا لي من ماليزيا وسنغافورة كما ظهرت بعض الأنهار المتعرجة التي تكتنفها الأراضي الزراعية وتنتشر القرى التي تستظل بيوتها بالأشجار، وفي الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثالثة والعشرين هبطت بنا الطائرة في مطار جاكرتا.
فطرة الأخوة الإسلامية في صمود أمام أعدائها:
مررنا بموظف الجمرك وكان التفتيش دقيقا إلا أنه عندما رآنا بلباسنا العربي قابلنا بالترحيب ولم يمس أثاثنا فغادرنا المطار وأخذنا سيارة أجرة صغيرة لم يتسع صندوقها الذي في المؤخرة للأثاث فرص ما بقي في المقعد الأمامي بجانبه ورصنا الأربعة في المقعد الأخير، قلت للأخوة أترون لو كان هذا في إحدى مدن بلادنا يرضى قائد السيارة أن يفعل هذا مع المبالغة في أخذ المزيد من المال، وهذا القائد لا يأخذ إلا ما حكم له به عداد سيارته.
ونزلنا في فندق كرتيكا (بلازه) وكان مزدحما بالنزلاء وفيه من ينتظر غيرنا ولم يحصل على مكان ولكن صاحب الفندق عندما رآنا سألنا باللغة العربية كم غرفة تريدون –وكان عبد الله باهرمز يجادل مع الموظفين وهم يقولون له لا توجد عندنا غرف فاضية- قلنا نريد غرفتين فقال: تفضلوا وأمر الموظفين أن يهيئوا لنا حجرتين فهيئوهما بسرعة ونزلنا مطمئنين والحمد لله.