غادرنا المركز إلى المطار وفي الثانية والربع بعد الظهر صعدنا إلى الطائرة خطوط ماليزيا –وبعد إقلاعها (في الساعة الثانية والنصف) بثلاث وعشرين دقيقة أعلن المضيف أننا دخلنا سنغافورة فلم أرها فيما ظهر لي تختلف عن أرض ماليزيا في مونها مكسوة بالأشجار والغابات والمزارع. وكنت في هذه اللحظات أتمتع بجمال خلق الله: غابات تكسو الجبال والوهاد، وبحر تنعكس زرقته على أشعة الشمس وسحاب شديد البياض مثل قوافل يتبع بعضها بعضا وباجتماع ذلك كله أصبح ضوء الشمس يشبه غسق الفجر أو الليل المقمر.
هبطت بنا الطائرة في مطار سنغافورة في الساعة الثالثة والدقيقة السابعة- فرأينا باحة المطار وممراته وقاعاته غاية في النظافة والتنظيم والجمال.
فك الارتباط:
كان الأخ عبد الله بن سعيد باهرمز، قد فهم من الخطوط الماليزية أن نزولنا في أحد فنادق سنغافورة سيكون على حساب الخطوط المذكورة، لأن الحجز تم عن طريقها من سنغافورة إلى جاكرتا، وعندما طلب من الموظفة المختصة أن تعطيه بطاقة للفندق قالت له أنتم لا تستحقون ذلك، لأنكم حجزتم ليوم غد وكان في إمكانكم السفر اليوم لأن الرحلات موجودة –وكانت على حق في ذلك- ولكن صاحبنا باهرمز أخذ يراجع ويحاجج وبدأت الموظفة ترتفع درجة حرارتها لتدافع عن رأيها واقتربنا من الخصمين وسألت عبد الله عما يجري فأخبرني فقلت له: الحق معها وبذلك فك الارتباط والحمد لله.
وفك مثل هذا الارتباط محمود، أما غيره فأهله أدرى به.
ثم ذهبنا إلى مكان آخر أودعنا فيه عفشنا الذي لا حاجة لنا به بأجرة محدودة.
جمال المظهر: