في الغار
للشيخ ضياء الدين الصابوني
موجه اللغة العربية بالمعهد الثانوي
إني لأذكر كيف كان محمد
يقضي الليالي ناعم الوجدان
في الغار ينعم سابحا ومناجيا
متفكرا في روعة الأكوان
يتأمل الكون البديع نظامه
والليل ساج مفعم الأشجان
قد فر من رجس الطغاة وجورهم
والقوم قد عكفوا على الأوثان
يقضي الليالي وحده متحنثا
في الغار يستوحي هدي الديان
وتنزل الوحي العظيم بيانه
متدفقا في قلبه الظمآن
(اقرأ كتاب الله. لست بقار
اقرأ بربك خال
(اقرأ) كتاب الله لست بقارئ
اقرأ بربك خالق الإنسان
(اقرأ) وتلك مكانة لم يعطها
غير النبي المصطفى العدناني
فمضى يخف إلى خديجة زوجه
مترقبا في حيرة الوجلان
فإذا به يجد السعادة والرضا
وتقر من تطمينها العينان
تالله لا يخزيك يا علم التقى
يا واصل الأرحام والجيران
يا مسعف الفقراء في آلامها
يا مكرم الأيتام والضيفان
يا ماسح العبرات من آماقها
ومخفف الآلام والأشجان
فكأنما كلماتها في لينها
شهد، وفي التأثير سحر بيان