يا رب
للدكتور عز الدين علي السيّد
كلية اللغة العربية
فلبي عليل.. منك يشفيني
وعلتي حب دنيا عنك تنئيني!
فلا تكلني لنفسي.. إنها رصد
لفاتني.. بهوى دنياي يغريني!
وبالغرائز نحو الشر يسرع بي
ومن حياض الردى بالحس يسقيني
لا أستطيع نجاة دون لطفك بي
وكيف والنفس مني نصف تكويني؟
والحسن يا رب في الآفاق منتشر
وفي المروج.. وفي زهر البساتين
شتى التصاوير.. أجناس مفوفة
بأبدع الصنع من رسم وتلوين
وفي العيون التي فاض الزلال بها
من باطن الأرض في ورد ونسرين!
وفي العيون التي يزكى الهيام بها
نار الجوى.. من وجوه الخرد العين
وفي البلابل والأغصان تحملها
نشوى.. تمايل من شدو وتلحين!
ونسمة الفجر بالريا معطرة
يمازج الوجد منها كل عرنين
وفي السماء غوان بتن في ألق
والبدر بالنور يدنو لي فيدنيني
إن عسعس الصبح خلى الأفق في خجل
لموكب الشمس مزهوا يحييني
أني وردت بعيني موردا سبحت
عيني على ضوء حسن منك يصبيني
أخاف يا رب أن أشقى بظاهره
عن باطن السر أغفو عنه يرديني!
أخاف أعشق دنيا الحسن تملكني
فلا أراك وراء الحسن تهدينيي
فلا تكلني لنفسي.. إنها سكنت
من بعد أفق السنى بيتا من الطين
يهوي بها إن يدعها اللطف مرتكسا
بلا جمال.. ولا دنيا.. ولا دين!