العدد 53 - بحث في صيغة أفعل

بحث في صيغة أفعل [1]

بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في اللغة [2]

لفضيلة الدكتور مصطفى أحمد النماس

المدرس بكلية اللغة العربية – جامعة الأزهر

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين خالق الألسن واللغات واضع الألفاظ للمعاني بحسب ما اقتضته حكمه البالغات وأصلي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه رحمة للعالمين واصطفاه بلسان عربي مبين، وجعل فصاحته في ربوة ذات قرار ومعين وبعد فقد جاءت صيغة أفعل في اللغة العربية متداولة في الاستعمال في أغراض شتى وأنواع متعددة فجاءت فعلا متعدد المعاني مما جعل العلماء يعنون به ويؤلفون فيه كتبا كثيرة تحمل هذا الاسم (فعلت وأفعلت) أو (فعل وأفعل) فألف فيه أبو زيد الأنصاري المتوفى سنة 216 هجري (وقيل سنة 214، 215) وأبو عبيدة المتوفى سنة 211 هجري والأصمعي المتوفى سنة 215 هجري والفراء المتوفى سنة 257 هجري وثعلب في فصيحه المتوفى سنة 291 هجري والزجاج المتوفى سنة 311 هجري وأبو علي القالي المتوفى سنة 356 هجري، (والآمدي المتوفى سنة 370 هجري وكمال الدين بن الأنباري المتوفى سنة 577 هجري وابن مالك المتوفى سنة 272 هجري وفي أدب الكاتب لابن قتيبة المتوفى سنة 267 هجري فصل خاص به من شرح الجواليقي المتوفى سنة 465 هجري وفي المخصص لابن سيدة المتوفى سنة 458 هجري فصل خاص به، وقد عنى بصيغة أفعل في نهاية كل باب (الميداني المتوفى سنة 518 هجري في كتابه مجمع الأمثال) ومن يمعن النظر في هذه الكتب يلاحظ العناية بهذه الصيغة نظرا لما يستفاد منها من المعاني المتفرقة، ويلاحظ أنها جاءت اسما وصفة وعلما واستعملت في تراكيب شتى كالتعجب وأفعل التفضيل. وربما بعض الأفعال أدى وظيفة خاصة به كأصبح وأمسى من أخوات كان وأعلم وأرى من أخوات ظن لكنهما ينصبان مفاعيل ثلاثة وبعض الأسماء والصفات له علاقة ببعض الأبواب في النحو كباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015