هذه بعض أقوال الغربيين ولا يتسع المجال لأكثر من هذا، وأنا لنذكر أن هتلر في آخر أيامه قد بدأ بمنح الجوائز لكل امرأة تترك عملها خارج البيت وتعود إلى بيتها، وكذلك فعل موسوليني يومئذ.

إن أهم حجة يستند إليها المتحمسون لاشتغال المرأة خارج بيتها هو أن اشتغالها يزيد في الثروة القومية وأن البلاد تخسر كثيرا يقصر عمل المرأة على أعمال البيت عدا ما فيه من تعويد على الكسل وقتل وقتها بما لا يفيد وتقويض هذه الحجة سهل إذا تذكرنا الحقائق التالية:

1- أن اشتغال المرأة يؤثر على الحياة الاقتصادية تأثيرا سيئا باعتبار أن اشتغالها فيه مزاحمة للرجل في ميدان نشاطه الطبيعي مما يؤدي إلى نشر البطالة في صفوف الرجال كما وقع في جميع البلاد التي أخذت المرأة فيها طريقها إلى العمل خارج البيت في السوق والمصنع ووظائف الدولة.

2- إذا ثبت أن اشتغال المرأة يؤدي إلى بطالة الرجل كان من المحتمل أن يكون ذلك الرجل الذي زاحمته أباها أو أخاها فأي ربح اقتصادي للأسرة إذا كان اشتغال المرأة يؤدي إلى بطالة عميدها والمكلف بالإنفاق عليها.

3- إن مصالح الشعوب لا تقاس دائما بالمقياس المادي فلو فرضنا أن اشتغال المرأة يزيد في الثروة القومية إلا أنّه من المؤكد أن الأمة تخسر بذلك خسارة معنوية واجتماعية ومادية لا تقدر فأي الخسارتين أبلغ ضررا؟ الخسارة المادية أم الخسارة المعنوية والاجتماعية.

إن النظر إلى كل فرد في المجتمع كآلة منتجة تهتم الدولة بزيادة إنتاجها هو رجوع بالإنسان إلى الوراء إلى عهود العبودية والسخرة وهذا ما لا ترضاه الإنسانية الكريمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015