وبعد قليل جاء إلينا مندوب الأخ أنور وهو الغزالي نواوي الذي أخذ الماجستير من الأزهر والدكتوراه من لندن عام (1971 م) وقال لنا فور وصوله: إن في هذا الفندق دعارة وخمورا لأن مالكيه والعمال فيه صينيون فلابد من خروجكم منه- ولنا مع الفنادق مشكلات ومشكلات- ولكن نحمد الله الذي حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان: فكم فندف نزلنا به في بلاد الشرق والغرب وهو يعج بالمعاصي والفساد وخرجنا منه غير مأسوف علينا من قبل أهله وهذا من فضل الله علينا وقد سبق الكلام على فندق شاطئ البحر الفاخر في كراتشي الذي نصحنا بالخروج منه الشيخ عبد الرحيم أشرف معللا بنفس العلة، وذهبنا إلى فندق شيراز ويسمى بالفندق الإسلامي عند المسلمين وقد كنا حاولنا النزول به أول وصولنا فلم نجد فيه مكانا ونقلنا صاحبه بسيارته إلى هذا الفندق ولم نجد أيضا في الفندق غرفا فارغة ولكنا جمعنا في مطعم هذا الفندق الفطور والغداء معا- جمع تأخير- ثم زرنا المركز المعروف اختصاراً بـ (أبيم) أي مركز حركة الشباب الإسلامي الذي يقع قرب مبنى الإذاعة، وهو يشتمل على مدرسة ثانوية ومتوسطة ومكتبة بها مراجع ومطبوعات إسلامية ومكاتب إدارية وأهل المركز كلهم في حركة دائبة ونشاط مستمر في الدعوة إلى الله والتعليم ونشر مبادئ الإسلام بالوسائل المتاحة لهم.
ويحاولون محاولة جادة الحفاظ على أبناء المسلمين في عقيدتهم وأخلاقهم- لا في ماليزيا وحدها، بل في كثير من مناطق جنوب شرق أسيا وقد لمسنا ثمرة جهودهم حتى في هونغ كونغ.
وقد يجمع الله الشتيتين:
وبعد أن صلينا الظهر في المركز تم الاتصال بالمسئولين عن العفش في المطار فبشرونا أن العفش قد وصل من مانيلا، فذهب الأخ عبد الله با هرمز والابن عبد البر وأحد شباب المركز فتسلموه وجاءوا به فحمدنا الله الذي جمع بين الشتيتين بعد أن ظنا ألا تلاقيا.
متع الدنيا والآخرة: