ورأيت استغلالا كاملا لكل الإمكانات الموجودة- الثور يحرث، والخيل ينقل، والأخشاب تمد جسورا وهكذا....
والبشر يسيطر على ذلك كله وكان وصولنا إلى مدينة فيصل آباد في الساعة العاشرة إلا ربعا.
ونزلنا في أحد الفنادق وزارنا الشيخ عبد الرحيم أشرف وتحدث معنا في شئون الدعوة والصعاب التي نواجهها وأن تلك الصعاب- أصلا- قد خطط لها الاستعمار. وقال: إن الاستعمار يحلل الشعوب بعد دراستها وممارسة نشاطه فيها مدة طويلة ثم يخطط للجيل الحاضر ليكون معبرا للجيل الجديد ثم يخطط كذلك لأجيال المستقبل وان هذا الاستعمار قد نجح في بذر أفكاره وإيجاد خدم له يقومون بتنفيذ مخططاته. وبذر الشقاق والنزاع بين الجماعات بل بين الجماعة الواحدة وإن على المصلحين أن يقوموا بواجبهم لربط الناس بلا إله إلى الله.
ودعانا لتناول طعام الغداء في منزله فقابلنا الشيخ عبد الفتاح العشماوي الذي كان قد انتدب ومعه الشيخ الدكتور ضياء الرحمن الأعظمي والشيخ صالح الهلابي وقد كانوا أوشكوا على اختتام نشاطهم هناك إذ قد ألقوا محاضرات مدة إقامتهم وكان الشيخ العشماوي يشكو كثرة الفلفل في الطعام حتى أصبح يشك في وجود طعام بدون فلفل ولو كان مربى.
وفي 18/8:
دعينا لزيارة الجامعة وطلب مني إلقاء كلمة فكانت تدور حول وجوب اجتماع المسلمين ونبذ التفرق والخلاف وأن الجماعة المتفقة في الهدف والوسيلة إذا تفرقت كلمتها فذاك دليل على نفاق في بعض أفرادها.
وحصلت مذاكرة مع الشيخ عبد الرحيم في شأن الأستاذ المودودي فقال الشيخ كان المودودي يمتاز بأمور مهمة رفعت شأنه: وهي كثرة التفكر في أمور المسلمين وأمور الجماعة ووضع الأشخاص في مواضعهم. والأمر الثالث أنه كان يمسك زمام عواطفه بيده.
ومن أهم الكتب التي رفعت من شأن المودودي كتاب الجهاد الذي طبع باللغة الأردية.