وننظر في مثال آخر وهو يعرض لأنواع الأكل، وقد عرضنا له من قبل أيضاً، يقول: "القرم أكل الصبي، والخضد للبقل، والخضم للرطب، والقضم لليابس، والقطم بأطراف الأسنان كالرمان، والكشم والكشذ لنحو القثاء، والمسغ والمسع كالبطيخ".
ألا نلاحظ علاقة لفظية ومعنوية بين الخضد والخضم، وبين الخضم والقضم والقطم، وبين الكشذ والكشم، وبين المسغ والمسع؟ إنني أحسب أن الراغب لم يرتب هذه الأزواج اللفظية وهذه المفردات المتقاربة الألفاظ والمباني عبثاً، وما أحسبه حينما قال (أحد الأدباء) ألا يعني في العلاقة بين فكر وفرك، إلا أحد اثنين هما ابن جني وأبي علي الفارسي.
ولا حاجة بنا إلى أن نمثل على أثر الاشتقاق في تنمية ألفاظ اللغة على مر العصور، وعلى أثر الراغب الأصفهاني في هذه التنمية.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] راجع بروكلمان 1/ 269 والأعلام 2/279 ومعجم المؤلفين4/59.
[2] راجع بغية الوعاة 396 وكشف الظنون1/530.
[3] فلم يترجم له معجم الأدباء ووفيات الأعيان وسير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد مثلاً.
[4] مثل أبحاث أحمد أمين وزكي مبارك وآدم متميز وكتب تاريخ الأدب العربي.
[5] جورجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، دار الهلال ج3.
[6] د. عمر فروخ، تاريخ الأدب العربي 3/214.
[7] طبعة دار مكتبة الحياة، 1960، في مجلدين.
[8] ترجمة فلوجل-دائرة المعارف الإسلامية المجلد9 عدد1 ص 407.
[9] طبعة دار مكتبة الحياة 1960 في مجلدين.
[10] نشره إبراهيم زيدان عام 1902 مختصرا، ونشره أنور الجندي عام 1960 مختصراً، وزارة الثقافة المصرية.
[11] طبع عام 1284 بمطبعة بولاق وعام 1287 بالمطبعة العثمانية و1305 بمطبعة جمعية المعارف، 1310 بالمطبعة الشرفية، 1322 مطبعة السعادة، 1326 المطبعة العامرة.