عندما أراد الراغب أن يشرح في (مفردات ألفاظ القران) ، مادة (حسن) ومشتقاتها عرّف الحسن بالبهجة المرغوبة. وبعد هذا التعريف العام (للحسن) شرع في توضيح المعنى الخاص لكل المواد المشتقة من الحسن مثل الحسنة والحسَن والحسنى وأحسن والحسنيين والإحسان.
وبهذا ترى أن الراغب قد تأثر بابن دريد في (جمهرة اللغة) في الأخذ بنظرية الاشتقاق، وحينما توقف عند المعنى العام لأصل المشتقات، حيث تلتقي جميعها. وبعد أن شرح المعنى العام مضى يوضح ما تختص سائر مفرداته.
يقول ابن جني في تعريف هذا اللون من الاشتقاق، ويسميه الاشتقاق الصغير:
"فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم، كأن تأخذ أصلاً من الأصول فتقرأه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه، وذلك كتركيب (سَلِمَ) فإنك تأخذ من معنى السلامة في تعريفه نحو سلم ويسلم ويسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم: اللديغ أطلق عليه تفاؤلاً بالسلامة" [49] .
ومثله قد انطلق الراغب من معنى (الحسن) الذي هو الابتهاج والرغبة, ليحدد بعد هذا المعنى العام المعاني الخاصة في الحسنة والحَسَن والحسنى..... الخ تبعاً لما تضيفه أوزانها الصرفية على المعنى الأساسي.
ويبدو أن أبا القاسم الراغب قد عرف أيضا لونا آخر من ألوان الاشتقاق:
ولتوضيح ما نقول نوضح أولاً هذه الألوان المختلفة في الاشتقاق.
فالاشتقاق "هو أخذ كلمة من كلمة أو أكثر مع تناسب بينهما فاللفظ والمعنى" [50] ، وأشمل تقسيم لأنواع الاشتقاق ما قسمه أحد الباحثين وهو:
1-الاشتقاق الصغير، ومنه المشتقات السبع المشهورة: كاسم الفاعل، اسم المفعول واسم المرة، والهيئة، والزمان، والمكان، واسم التفضيل.
2- الاشتقاق الكبير، وهو انتزاع كلمة من أخرى بتغيير في بعض أحرفها مع تشابه بينهما في المعنى، واتفاق الأحرف الثابتة وفي مخارج الحروف المتغيرة، وذلك نحو جثا وحذا، وبعثر وبحثر.