ومن شعره هذا مذكراً بالموت وسكراته، لائماً على نسيانه والسهو عنه:
أحسبت أن الموت في اسمك يغلط
حتى متى تصبو ورأسك أشمط
ويلي، وربك إنه لمسّلط
أو لست تحسبه عليك مسلّطا
جثث الملوك وتارة يتخبط
ولقد رأيت الموت يفرس تارة
ستشط عمن تألفن وتشمط
فتألف الخلان مفتقداً لهم
نضواً تقلص بينهم وتبسط
وكأنني بك بينهم واهي القوى
بالموت في غمراته يتشحظ
وكأنني بك بينهم خفق الحشا
في ريطتين ملفف ومخيط
وكأنني بك في قميص مدرجاً
روح الحياء ولا القميص مخيط [43]
لا ريطتين كريطتي متنسم.
ويمكن النظر في هذه النصوص التي أوردناها من قبل لبشر بن المعتمر، وصفوان الأنصاري، وسليمان الأعمى- باعتبارها نماذج للحكمة والموعظة، بل هي من صميم ذلك دون ريب، كما يمكن اعتبار آداب وأشعار الوعاظ والزهاد من الأدب التعليمي في الصميم!..
الاستعمار.. ودوره في تخريب التعليم في البلاد الإسلامية
يقول المستشرق الإنكليزي (هاملتون جب) :
"لقد استطاع نشاطنا التعليمي والثقافي عن طريق المدرسة العصرية والصحافة أن يترك في المسلمين- ولو من غير وعي منهم- أثرا يجعلهم في مظهرهم العام (لا دينيين) إلى حد بعيد، ولا ريب أن ذلك هو اللب المثمر في كل ما تركت محاولات الغرب لحمل العالم الإسلامي على حضارته من آثار) .
ويقول الدكتور عبد الحليم محمود- شيخ الجامع الأزهر السابق رحمه الله: