ومن زئبق حي ونوشادر يسدي
وكلّ فلزّ من نحاس وآنك
من الأرض والأحجار فاخرة المجد
وكلّ يواقيت الأنام وحليها
ومستلم الحجاج من جنة الخلد [33]
. وفيها مقام الحل والركن والصفا
كما شارك في الرد على بشار أيضاً سليمان الأعمى_ أخو مسلم بن الوليد قائلاً:
من أن تحيل إليها كلّ مغروس
لابدّ للأرض إن طابت وان خبثت
فحملها أبداً في إثر منغوس
وتربة الأرض إن جيدت وإن قحطت
لكل جوهرة في الأرض مرموس
وبطنها بفلزّ الأرض ذو خبر
وكل منتقد فيها وملبوس
وكلّ آنية عمت مرافقها
وكلها مضحك من قول إبليس [34]
وكل ما عونها كالملح مرفقة
في ميدان الموعظة والحكمة:
ومن أبرز الشعراء الذين استخدموا الشعر التعليمي في الموعظة والحكمة أبو العتاهية الذي كانت له عدة قصائد تعليمية أسهم بها في ميدان نقل العلم والمعرفة للآخرين، و " ... أخذت مكانها في تربية الذوق الإسلامي وتهذيب الناشئين 000" [35] ... ومن أبرز قصائده هذه أرجوزته المعروفة بذات الأمثال التي يقف فيها موقف المعلم من تلاميذه، أو الحكيم الواعظ الذي يوجه الناس ويريهم سبيل الرشاد من منبره ... وهي أرجوزة مزدوجة ينفرد كل بيت فيها بقافية يشترك فيها شطران، ويذكر أبو الفرج أنها طويلة جداً [36] . وفيها أربعة آلاف مثل [37] ولكنه لم يثبت منها في أغانيه إلاّ ثلاثة وعشرين بيتاً [38] إلاّ أن جمع ديوانه قد أورد منها ما يقرب من الخمسين بيتاً [39] .