نعمة يحب أن تشكر..
للدكتور أحمد عطية الغامدي
عميد كلية الدعوة وأصول الدين
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على رسوله الأمين نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحابته أجمعين؛ أما بعد:
فإن نعم الله علينا كثيرة لا تحصى، إلا أن أجلها نعمة الإسلام الذي ختم الله تبارك وتعالى به الأديان، ولذلك كان رسوله صلى الله عليه وسلم مبعوثاً إلى الناس كافة، وكان غيره من الرسل يبعث إلى قومه خاصة. وإذا كان الإسلام للبشرية كلها إذ لا دين يقبل من أهله بعده سواه، فإن عمومه يقتضي صلاحه لجميع البشر في جميع الأماكن والأزمان، وقد أودع الله فيه من الخصائص العظيمة التي انفرد بها عما سواه من الأديان الأخرى ما جعل الفطر السليمة ترتاح إليه فتعتنقه عن قناعة تامة لأنه هو الدين الحق الذي تجد فيه النفوس ما تنشده من الهدى، إذ كتابه {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} وقد وعد الله سبحانه وتعالى بحفظه فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} .وإذا كان الله تعالى قد رضي الإسلام لنا دينا، فإنه- سبحانه- قد أوضح أركانه التي لا يقوم بغيرها، وأصبحت معرفة هذه الأركان من الأمور البديهية التي لا تخفى على أي مسلم مهما كان.