هذا البناء الشامخ المخيف الذي أزاغ قلوب المسلمين في القرن الماضي يبدأ اليوم يتزلزل. ولو قلت للناس قبل عشرات السنوات إن الحضارة الأوربية آخذة في الانهيار ما صدقوك. لكنهم اليوم والحمد لله يصدقون لأن أوربا تقول هذا من نفسها.. تقول: إنه ما لم يتغير واقع الحياة الأوربية.. ما لم يعودوا إلى القيم الروحية.. فإنهم صائرون إلى الانهيار.

ماذا يهمنا نحن من انهيار أوربا؟ أنشمت فيهم؟ كلا: لا شماتة. ليست القضية قضية شماتة.. إنما هي إرادة الخير للبشرية كلها.. وأوربا من بينها.. إن أوربا حين مُكنت فُتنت.. وزادت جحوداً، وزادت بعداً عن الله.. ولن تعود إلى الله أبداً إلا بقارعة.. لن تعود حتى يهتز كيانها اهتزازاً لن تعود حتى تحس أن بنيانها يتقوض.. عندئذ إذا قدر الله لها.. تعود إلى الله.. فيغير الله لها حين تغير ما بأنفسها.

ولقد بدأوا يحسون. فبدأ أفراد منهم يدخلون في دين الله، ولكنا نطمع غداً -لا أن يدخلوا في دين الله أفراداً- إنما يدخلوا في دين الله أفواجاً.

أرأيتم ما الذي يمنعهم اليوم من الإسلام؟؟ إنهم حائرون إن القلق والحيرة والضياع تملأ عليهم حياتهم، فتضيق بهم الأرض.. وتضيق قلوبهم بهم فينتحرون، ويصيبهم الجنون والقلق والأمراض العصبية والأمراض النفسية. ويفرون يريدون العلاج.. يبحثون عن الطريق.. يدخل بعضهم في "البوذية"يظنون أنها هي الطريق. يدخل بعضهم في "الهندوكية"يظنون أنها هي الطريق. بعضهم يدخل في عبادة "كريشنا"وهي إحدى العبادات الجاهلية القديمة التي تعاد إلى الحياة اليوم في أوربا وأمريكا.. ويدخل فريق منهم في الإسلام. لماذا لا يدخلون كلهم في الإسلام؟! أولئك الباحثون عن الطريق. وهل الطريق إلاَّ الإسلام؟!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015