ما من قضية يبرز فيها الإسلام إلاَّ وتتكالب كل دول العالم؛ اليهود والنصارى، والمنافقون والمشركون.. كلهم في أرجاء الأرض يتكالبون للقضاء على الإسلام والمسلمين، وإن استبشاري الذي أعبر عنه إنني لا أغفل عن الواقع الموجود، لا أغفل عن الظلام الذي يكتنف المسلمين.. لا أغفل عن المذابح التي تقع في كل أرض الإسلام والمسلمين.. لا أغفل عن مذابح سوريا أو مذابح أفغنستان.. أو مذابح الفلبين.. أو مذابح تشاد.. أو مذابح أوغندا.. وكل بلد من بلاد المسلمين تقع فيه المذابح.. إلاَّ من رحم ربك.
لا أغفل عن ذلك الواقع ولا أغمض عيني عن الظلام الكائن اليوم.. ولكني فقط أقول.. أن هناك فارقاً بين بداية القرن الرابع عشر وبداية القرن الخامس عشر.
لقد استعرضنا معاً أهم الأحداث أو أكبر الأحداث في القرن الرابع عشر.. فكيف كان حال المسلمين حين وقعت تلك الأحداث؟ كانوا في يأس حين زالت دولة الخلافة.. يئسوا.. قنطوا.. شردوا من الإسلام.. انسلخوا منه.. ذهبوا وراء أوربا شرقها وغربها.. ظنوا أن طريق الخلاص هو أن يتبعوا أعداءهم ... حتى إن دخلوا جحر ضَبٍّ دخلوه.
نبذت أوربا دينها فانسلخ المسلمون من دينهم.. عرَّت أوربا نساءها فعرى المسلمون نساءهم وأخرجوهن في الشوارع والشواطئ عاريات.. قالت أوربا أن التقدم يقتضي القضاء على الدين لأنه خرافة.. فقال المسلمون أو من يحملون أسماءً مسلمة.. إنه لا بد لنا لكي نتقدم أن نقضي على الغيبيات.. أن نقضي على الخرافات لكي نتقدم!!! قالت أوربا إن التقدم هو المصانع.. وهذا التقدم المادي.. وهو التكنولوجيا.. بعيداً عن عالم الروح.. بعيداً عن الدين.. بعيداً عن الله.. بعيداً عن اليوم الآخر.. فقام مسلمون أو من يتسمون بأسماء المسلمين يقولون هلم ننشئ المصانع.. هلم نتعلم التكنولوجيا ولكن على أساس قتل الدين وإزالة الغيبيات من النفوس.