إن أعداء الله الذين ذكرهم الله في كتابه المنزل، إنهم فئات أربع: اليهود، والنصارى، والمنافقون، والمشركون. هؤلاء هم أعداء "لا إله إلا الله"وهؤلاء هم الذين لم يكفوا أبداً عن عدائهم للإسلام، قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُم} (البقرة/120) . وقال عن المشركين عامة: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة/217) ، ومصداق ذلك هو الواقع الذي نعيشه، بل مصادقة الأربع عشر قرناً التي عاشها الإسلام في الأرض، ولكن هذا القرن بصفة خاصة -أقصد القرن الرابع عشر- كان مصداقاً لتلك العداوات: اليهود والنصارى في كل بلاد الأرض، المنافقون، المشركون وهم اليوم فئات كثيرة أبرزهم الشيوعيون والملحدون الذين يعادون هذا الدين عداوة لا هوادة فيها.. والذين يتحالفون مع المعسكر الغربي حين يبرز الإسلام وينسون عداوتهم معه فهم في حرب دائمة مع أوربا وأمريكا إلا حين تكون القضية قضية الإسلام فيتحالف الأمريكان والروس كما تحالفوا في تقسيم "باكستان"إلى شرقية وغربية، وكما تحالفوا في أفغانستان. ونفذها الشيوعيون كانت برضاً من المعسكر الغربي، وإن كان المعسكر الغربي يتصايح بين الحين والحين.. إنه صياحٌ يشجع القاتل على ذبح الفريسة..
إنك إذا وجدت رجلاً يمسك بالسكين ليقتل إنساناً ثم وقفت من بعيد تصيح به "عيب يا شيخ ماذا تصنع؟! "فأنت في الواقع تشجعه على أن يتم جريمته.. وهذا هو الذي حدث من أمريكا بالنسبة للشيوعيين.. هم الذين هيأوا لروسيا أن تغزوا أفغانستان. نعم إن الشيوعية لها حقدها الخاص وهو أشج الحقد.. ولكنهم يتآزرون جميعا على حرب الإسلام.