قلت في مستهل كلامي: إن الاستبشار، إن الأماني الخاوية لا تغير شيئا، ولا يغير الله بها شيئا في الواقع، إنما يغير الله حين يغير الناس ما بأنفسهم:- {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (الرعد/11) .

فهل حدث التغيير؟ نعم لقد بدأ يحدث، بدأ منذ نهاية القرن الرابع عشر وندخل القرن الخامس عشر وهذا التغيير قائم في قلوب تلك الفئة من الشباب، إن تكن قليلة اليوم بالنسبة لتعداد العالم الإسلامي: الألف مليون.. الذين تحدث عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في لمحة من لمحات الوحي فقال:

"يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: أمن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير. ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن في قلوبكم الوهن، قيل وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت" [1] .

هذه الألف مليون من البشر التي تعمر الأرض الإسلامية غثاء كغثاء السيل، لا يقام له وزن، تقضى الأمور وهو غائب. كما كان الشاعر العربي القديم يقول عن قبيلة "تيم":

ويقضي الأمر حين تغيب تيم

ولا يستأذنون وهم شهود

طور بواسطة نورين ميديا © 2015