فإذا أنعم الله على قوم نعمة فإنه يحفظها لهم ما داموا هم حافظين لها، فإذا غَيَرُّوا ما بأنفسهم فإن الله يغير حالهم إلى حال سوء والعياذ بالله، ثم إنهم إذا كانوا في حال سوء، وأرادوا أن يخرجوا منها إلى حال خير فإن عليهم بادئ ذي بدء أن يغيروا ما بأنفسهم إلى خير فيغير الله ما بهم من سوء ويبدل أحوالهم إلى خير.

فعلى هذه القاعدة، أو على هذه السنة الربانية التي لا تتبدل ولا تتحول ككل سنن الله سبحانه وتعالى، نتدارس أمر هذا القرن الجديد، فنسأل عن هذا الاستبشار: هل هو مبني على واقع في نفوس الناس؟ أي بعبارة أخرى: هل بدأ الناس يغيرون ما بأنفسهم؟ فنتوقع إذن أن يغير الله لهم؟ أم إنهم ما زالوا يسيرون على الحال الذي يسيرون فيه؟ فلا تغيير إذن من عند الله ما دامت القلوب لم تتغير والعقول لم تتغير؟

أنا شخصياً من المستبشرين والحمد لله، استبشر لا بالسنوات، ولا بالأرقام، لكن استبشر بما أراه في قلوب الشباب في العالم الإسلامي من المحيط إلى المحيط، من تغير نحو الإسلام.. إنه اتجاه جديد.. بعث إسلامي جديد.. يعمر هذه القلوب من بعد ما كانت خاوية خلال القرون الماضية، فحل بالمسلمين ما حل بهم نتيجة خواء قلوبهم من الإيمان الصحيح، ولكني وأنا أستبشر بمطلع هذا القرن، وأرجو للمسلمين فيه خيراً، لا أغفل عن الواقع الذي نعيشه، لا أغفل عن الظلمات.. عن الأزمات.. عن المصاعب والمشقات التي تحيط بالمسلمين اليوم، وتعتصرهم اعتصاراً على يد أعدائهم في كل مكان في الأرض.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015