وسائل التربية الإسلامية
لفضيلة الشيخ عباس محجوب
الأستاذ المساعد بكلية الدعوة بالجامعة
الوسائل هي الأدوات التي نحقق بها أهدافنا وغاياتنا في الحياة وإذا كانت الأهداف والغايات سامية فلابد أن تكون الوسائل الموصلة إليها سامية أيضا وشريفة لأن الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة فالأهداف الشريفة هي التي تكون وسائلها شريفة لأن الفصل بين الأهداف والغايات صعب لتداخلهما ولأن الوسيلة قد تكون هدفاً في ذاتها ووسيلة لغيرها والوسيلة هي التي يتوصل بها إلى تحصيل المقصود كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (المائدة/35) .
وابتغاء الوسيلة كما قال قتادة، التقرب إليه بطاعته والعمل بما يرضيه [1] {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} وكذلك يقول الله تعالى في حديثه القدسي الذي رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها وإن سألني أعطيته، ولئن استعاذني لأعيذنه" [2] .
وقد تتخذ عدة وسائل لغاية واحدة حتى إذ لم تفد الوسيلة الواحدة لجأ الإنسان إلى الأخرى بطريق التدرج كما في آية النشوز: {وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً} (النساء/34) .