وهل ترى معقلا يجب الاهتمام به كهذا المعقل؟

وأرى من الواجب أن تسبق المؤسسات المستقيمة إلى هذا المجال قبل أن يندب من مؤسسات أخرى من يسيء إلى الإسلام والمسلمين، وينفر اليابانيين من الإسلام إما بسلوكه وإما بفكره، اللهم فاشهد!.

ولا يفوتني أن أنبه هنا - مرة أخرى - على أن رواتب المنتدبين للدعوة من المملكة إلى الدول الغربية واليابان لا تكفيهم لغلاء المعيشة هناك، وخاصة في اليابان، فقد شكا الأخ عباس نبيل كما شكا زملاؤه في أمريكا، ولعل هذا التنبيه يجد من ينتبه ويعيد النظر في الموضوع؛ فإنه جدير بذلك.

عمل بدون جعجعة:

هذا ويمتاز اليابانيون بحسن المعاملة واللطف وإتقان العمل الجاد الصامت الهادئ، وقد أخبرني الأخ علي الزعبي أن كثيرا من العاملين في الشركات يؤدون للشركات أوقات أطول من الوقت المطلوب منهم، فقد يبقى العامل اثني عشرة ساعة في عمله، والمطلوب منه ثماني ساعات فقط وبدون مقابل، من أجل إتقان عمله أو محاولة تطوير آلة واكتشاف جديد.

ولقد دهشت عندما سمعت هذا الكلام، وتذكرت حالنا نحن المسلمين الذين يعتبر العمل عندنا عبادة إذا قصد به وجه الله ولو كان مباحا.

إنك لتجد الموظف منا يفوت في أول النهار زمنا قد يطول وقد يقصر، كما يفوت فرصا في العمل وهو قاعد على مكتبه أو في مصنعه - لا سيما إذا لم يكن عليه رقيب من البشر؛ لعدم خوفه من رقابة الله - يشرب الشاي أو البارد، ويمزح مع زملائه أو غيرهم، كما يفوت وقتا كذلك في آخر الدوام باختلاق الأعذار أو الاندساس والاختفاء عن عين المسؤول البشري.

وإذا ما أحكمت الرقابة رأيت الكثير منا يتذمر من هذا التشديد، ويشكو ويحاول أن يترك مؤسسة العمل المتشددة إلى مؤسسة أخرى متراخية دون حياء من الله ولا أداء لواجب الأجر المادي؛ فهل تستحق أمة يعمل كثير من أفرادها هذا العمل أن تتقدم في دنياها أو تفوز في أخراها؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015