وهو الشجاع أمثله يتحجب؟
وغناه يمنع بخله، بل إنه
يعطي النفيس لكل من يتطلب؟
وأنا الغني بخالقي لا أبتغي
من غيره شيئا يباع ويوهب
بل زائر ملكوته متزود
منه اليقين إذا أؤوب وأذهب
والله رب العالمين إلهنا
فأمط لثامك، أين منه المهرب؟
قام المحيط مهللا ومكبرا
ويقول من هذا الذي يترقب؟
فأجبته أني لصنو قادم
من طيبة حيث الحبيب الأطيب
أصغى وأطرق ساكنا وكأنما
دخل الصلاة مكبرا يتعجب
أو من مدينة خير من وطئ الثرى
حقا أتيت إلى مرابع تندب [1]
فأجبته بهدى النبي أتيتكم
وإلى إله محمد أتقرب
أو ما سمعت ابن المبارك قائلا
لمجاور البيت الفضيل يؤنب:
(يا عابد الحرمين لو أبصرتنا
لعلمت أنك بالعبادة تلعب)
ولسوف تشرق شمسنا بسمائكم
يوما، وليت بعد ذلك تغرب
حتى تسجر [2] مثل غيرك فانتظر
سفن الجهاد تدك من يتحزّب
فتعانقت أمواجه لقدومنا
وغدت تسبح ربها وترحب
وبعد الانتهاء من كتابة هذه الأبيات التفت إلي زميلي الدكتور فأسمعته إياها؛ فدعا الله أن يستجيب لتلك الآمال.