وتلك العقبة لا تذلل إلا بالوقوف على حقيقة الإسلام، وضرب الأمثلة العلمية لما قام به علماء الإسلام من جهود جبارة في خدمة العلم، وإظهار أن الإسلام دين يحث على العلم، ويدعو إليه، ويفضل العلماء على غيرهم، وتوضيح أن علماء الإسلام خدموا العلم في فنونه المختلفة من طب وهندسة وكيمياء وفيزياء وبصريات ورياضيات وغيرها [66] من أنواع العلوم؛ كل ذلك في ظل الإسلام وتحت راية القرآن.
ومن المعلوم أن الخلفاء قد تبنوا تلك الحركة العلمية الواسعة، وشجعوا العلماء على المضي فيها وأجزلوا الجوائز للمتفوقين منهم، وكان أقرب الناس إلى الخلفاء هم العلماء كما يشهد بذلك التاريخ، فكيف يكون الإسلام عقبة في طريق التقدم العلمي؟ اللهم إنها فرية لا يراد من ورائها إلا تعويق المد الإسلامي السريع الذي أذهل أعداء الإسلام.
ج- واقع المسلمين المتخلف: لاشك أن المسلمين متخلفون عن الركب الحضاري المتطور الذي يبدع كل يوم جديدا، ويستغل هذا التخلف أعداء الإسلام مدعين أنه لو كان الإسلام قادرا بالنهوض بالأمم والشعوب لما صار المسلمون إلى هذا الحد من التخلف المقيت.
والحق أن واقع المسلمين يعطي هذا الانطباع السيئ في نفوس الناس، ولكن على الدعاة أن يتعرفوا على حقيقة الأمر، ويقفوا على الأسباب الحقيقية المؤدية إلى هذا التخلف البغيض، وحينئذ يمكنهم أن يردوا تلك الشبهة، ويحطموا هذه العقبة.
إن تخلف المسلمين عن ركب الحضارة المتطور المبدع يرجع إلى سببين، وكلاهما بعيدان كل البعد عن حقيقة الإسلام وماهيته.
أما أولاهما: فالاستعمار الغربي الذي استولى على البلاد الإسلامية في غفلة من أهلها، وقد خرج هذا الغزو الصليبي مكشرا عن أنيابه السود، مملوءا بالحقد والكراهية للإسلام والمسلمين، وعمل جاهدا على إبعاد المسلمين عن مصدر قوتهم وتقدمهم.