- 297 -
لا تحب تقدمنا ولا تميل لبث العدل فينا ولا تهوى انتشار المعارف في بلادنا لءلا يفوتها كثير من الغنائم. اما التقدم فانه يدعو لزيادة الجند وتحسين المالية واصلاح الادارة ومنع المفسدين من تولي الاحكام وهذا يصيرنا امة حريصة على شرفها ويبعث فينا روحاً ترضى الموت في حياة البلاد وبهذا يضعف نفوذ الدولة الطامعة فينا وربما يمكننا من نزع ما اغتصبوه منا
واما العل فانه يعرفنا حقوقنا بالقوانين العادلة الموافقة لشريعتنا وعوائدنا وهذا مما يحفظ الكثير من الاموال والعقار والاطيان وبهذا تندفع صولة الباطل والاوراق المزورة والاحكام الظالمة التي اعدمتنا الكثير من ارضنا بلا ثمن ولا قتال. واما المعارف فانها تنبه الاذهان وتهدي الى الحقائق وهذا مما يسير بنا في طريق الافكار ويوقفنا على آمال السياسين فينا ومقاصدهم السيئة بنا فيعلم كل انسان ان دعوى الانكليز المحافظة على طريق الهند حيلة لنفوذها وتلاعبها بنا حتى تتمكن منا في مدة طويلة باستخدام اهلها في ادارتنا وفتح البنوك عندنا يعرف ذلك من نظرة لادارة الجمرك والبوسطة الخديوية والبوسطة المصرية والسكة الحديدية والمساحة والتلغراف وبعض مديريات السودان وغيرها من الاعمال الجليلة التي استخدمنا فيها الانكليز ومن رأي ان في مدة الوزارة السالفة فتح في بلادنا نحو خمسة عشر بنكاً انكليزياً ورأي ما اخذته شركة ايستون من اراضي بلقاس التي هي في اتجاه قبرس
واستئجار اراضي القيوم والبدرشين وغيرها من الاطيان ومن نظر الى الشركة التي تريد مد سكة حديدية من اسكندرية الىالسودان وهي الطامة الكبرى والمصيبة العظمى اعاذنا الله منها فان السكة بالنسبة للبلاد كالعروق بالنسبة للجسم ولا شك في ان مجلس نوابنا لا يسلم بشيء من هذا ولا يبيح لاحد حق التملك بعد الذي فقدناه. وبهذا تعلم اوربا ان المعارف تكشف لنا حقائقها وتحفظنا من حيلها التي تتصيدنا بها
الاترون صورة التهديد الذي نتهدنا به دولتا فرانسا وانكلترة اذ رأنا دولتنا العلية الشأن تسأل عن حالنا وتحافظ على حقوق اميرنا فسعتا فيما ظنتاه مضعفاً لسيادة مولانا الخليفة الاعظم علينا بعد علمها انه ساكن في قلوبنا جالس بين اعيننا لا نعتز الا بالنسبة اليه ولا نشرف الا بانتظامنا في الهيئة الاسلامية الجامعة لكلمة الدين وتوحيد الخلافة. وما الذي تخشياه من وجود وفد عثماني اسلامي عند امير اسلامي في بلاد مسلمة يتشاور معه فيما يحفظ به مقامه السامي ويكفل له سلامة امتيازاته الحرة من الخدش ويقف بزياراته على حقائقنا ورضائنا باميرنا وافعاله العادلة وسيرته الحسناء افلايدلك ايها السامع هذا التداخل على حيل السياسيين واطماتهم ويحرضك على التمسك بكلمة الوطنية ويلزمك حب اميرنا والمحافظة على حقوقه الشرعية التي