- 296 -

التقي المخلص الى الله في عمله الراجي عمار الوطن ورفاهية اهله السيد السند الامير الجليل توفيق الاول اطال الله ايامه ورفع على شوامخ الحرية اعلامه فطيبي نفساً وقري عيناً واخلعي ثوب الذل والبسي حلة العز ونادي في سائر البلاد برأفة مولانا وعدله. وحيث انك حديثه العهد بالحرية آملة سيرك تحت قانون عادل فخذي نصيحة واقرئيها بين اخوانك على صورة الخطابة فالمسموع تنفعل له النفوس انفعالاً لا يحدثه المقرؤ فاذا عقدت المحفل ووقفت فيه موقف الخطيب فقولي

ايها الوطنيون

اوصيكم بكلمة الاتحاد والتمسك بحبل الائتلاف واحذركم من التخاذل وسماع اقوال اهل الاهواء الذين شربوا دمائنا ولم يرووا واكلوا لحومنا ولم يشبعوا. واعلموا ان اميرنا الجليل تولى امرنا العظيم والارادة مختلة ورجال الحكومة في فساد يعز اصلاحه والمالية في حجر الدين تصرف منها الملايين فيما لاينتفع منه الوطن بشيء بل فيما جلب عليه الشر ومكن الاجنبي من التداخل في اداراتنا فاخذ على نفسه العهد ان لا يمس شيئاً من اموال الامة ولا ينظر لاغراضها ولا يحدث فيها مظلمة ولا يمكن منها عدواً ولا ينام الا اذا استراحت ولا يسير الا في تقدمها لا كالحكومة السالفة فانها علمت الحكام السرقة والخيانة والشره في اموال الناس وحب البرطيل والانتقام ومكنتهم من الامة ينهبون ويظلمون ولا يعارضون بقانون يسمعون كلام الله ولا يعلمون بما فيه وتتلى عليهم الاحاديث وهم عنها معرضون لا شريعة الا ما تصوره اليهم اوهامهم الفاسدة ولا حتى الا ما شبوا عليه من الباطل والبهتان فقد كانوا كما يقال للناس على دين ملوكهم وهذه حالة يعز على كبار السياسيين التخلص منها والانتقال لغيرها فان البلاد ممتلئة بهولاء الظلمة والقوانين مهدرة والجهالة كثيرة فيهم

ومن سار بمثلهم اضلوه السبيل

فتحمل مولانا الخديوي هذه الاعباء رجاء اصلاح النفوس وتطهيرها وعمار البلاد وتقدمها وجعل للامة مجلس نظار يسئل عن اعمال الامة ولكن السوء البخت لم يكن لهذا المجلس ما يجعله مسئولا حقيقة فهو في قوة الاستبداد مع الرئيس العادل وشر من الاستبداد مع الرئيس الخائن ثم اخذ يؤلف بين النفوس ويدافع عن حقوق الامة ويجاهد في حفظ اموالها واعراضها غير ان الوزارة السالفة او رئيسها حال بينه وبين ما يميل اليه بقلبه الخلص وقد نجاكم الله واصبحتم تحت رئاسة سيد شريف كلكم يعرف حسن طويته وميله للحق والعدالة ومنحكم مولانا الخديوي الاعظم مجلس الشورى لتكون الحكومة مقيدة بافكار الامة وهذه نعمة لو قدرتموها حق قدرها لاطلتم السجود شكراً لله تعالى وملأتم بطون الصحف بالثناء على اميرنا ومولانا المؤيد بالتوفيق

واعلموا ان خطوتنا هذه نبهت علينا ممالك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015