- 287 -

البشرى

ما غيمت سماء البعد حتى راينا بدر القرب في صفاء ولا تكاثفت سحب الاستبداد حتى راينا شمس الحرية في سماء جونا الصافي يعلم هذا من علم ان البلاد المصرية كانت في حفظ استبداد من لم يرض للجرائد بحرية العبارة وصدق الخير فلم يرض بحبس افكاره فيها كتب الكتاب وامام المشئين وقدوة المحررين الفاضل الشاعر الناثر ترجمان البلاغة ولسان الفصاحة الفيلسوف الغيور على دولته واهلها صديقي الابرار وخليلي الاغر اديب افندي اسحق وخرج الى فرنسا وفيها انشا جريدته القاهرة ثم الشرق ثم عاد الى الشام واشتغل بتحرير جريدة التقدم ثم قدم علينا من طريق بور سعيد فاحتفل له شان العاصمة وبنا امرائها وقابل اصحاب الدولة رئيس نظارنا وبقية النظار ثم تشرف بالمثول بين يدي الجناب الخديوي المويد بعناية الله ولقى من جلالته وبقية النظار اقبالاً واكراماً فنهني جلباء الادب واخوان البديع بعودة هذ الصديق الفاضل ونبشرهم بانه سيتلو من بديع بيانه ايات ويتفهم بما يتسامر به اديب ويطرب به نديم

تقريع الاغبياء

اجتمع رهط من اهل الاستبداد وتذاكروا فيما اخطب به في المحافل والجحافل ثم اختلفت افكارهم الفاسدة ولم يهتدوا في جتهم لباب يخرجن منه لفضاء التقل والادراك فرحمة بهولاء المساكين اقول لهم ان خطابات المحافل للحث على فعل الخير وتوسيع دائرة الاداب والصنائع. وخطابات الجحاقل لحكمة تغيب عن مثل هولاء الاغنياء وهي ان الجد اذا قويت حدتهم واشتدت حميتهم لرمهم الواعظ العارف بفنون السياسة الخبير باحوال البلاد ليسير معهم في طريق يحفظ النظام ويسكن الغضب ويخمد ثورة النفوس وانا اخطب باسم الوطنية وانادي بتأييد خديونا المعظم واجمع القلوب على محبته واحث الامة على لزوم الطاعة والهدو ولئن غابت هذه الحكمة عن كثير من الجهلاء فقد عرفها اولو الفضل ومثل هولاء لايعرفون الا النهب والسلب واذلال الرعبة واستعبادها في اغراضهم الذاتية فما يدعونه من خدمة البلاد فهي خدمة شهواتهم وما يفترونه من التعب في المصلحة فهو الجد في حمع الاموال وانا اخدم الجناب العالي والماء والامة والوطن خدمة لا ابتغي عليهاالا رضى الله تعالى. وقد مات زمن تحرير التذاكر السرية لابعاد زيد ونفي عمرو وجاء زمن القوانين والاحكام الحقة فقل لمن غاظه الحق وغلبه الصدق وخاب سعيه في اهلاك اخيه موتوا بغيظكم ان الله عليم بذات الصدور

طور بواسطة نورين ميديا © 2015