- 286 -
في الكلام ولا يغضب جليه ان خطب تأنى في الالقاء وان نكلم نطق بالصواب له المام بالتواريخ واخبار الامم وله قدم ثابتة في نقد افكار السياسين يكره العجب والخيلاء ويذم الممتمدحين بغير اهلهم وبالجملة فانه تامل مهذب مودب تفخر الديار بمثله حفظه الله
وردت لنا هذه القصيدة الوضاء من انشاء اللوذعي حضرة سايم بك رحمي تهنئة لحضرة دولتلو شريف باشا رئيس النظار الكرام وهي
سريت الليل اخواني عكوف ... وجبت البيد والمسرى مخوف
فرافقت الدراري سلهرات ... وللظلماء قد سدلت سدوف
وصاحبت العزائم كفلات ... بما ينتا به الصدر الهدوف
فما من مؤنس الا الاماني ... تعللني ويطربني العزيف
يقرب لي التخيا ما ارجي ... فيسعدني واونأت التنوف
وتكبر همتي عن ان تعاني ... فتصغر لي الموابق والحتوف
وحرأني على الاقدام علمي ... بعقي الامر والعزم المحيف
فملت عن الهوى لنهي نهاتي ... واكسبني النهي طبع لطيف
فاوج الطود مغنى الانس عندي ... وزار الاسد في البيدا دفوف
فياكم جئتها فردا صدورا ... ودوني من موانعها الوف
يقول القوم مطلبكم عزيز ... فقلت نعم ومقصدنا شريف
وزير تمدح الدنيا علاه ... ويحمد شأنه الدين الحنيف
حكيم الفكر سامي القدر عال ... رحيب صدره بر رؤف
ترى الاقلام ساجدة لديه ... وقد خضعت لهيبته السيوف
تعزز فالجلال له رفيق ... وبذخ فالوقار له حليف
صفا فنداه للوراد عذب ... وصان فجاهه واف وريف
تحاشاه المحافل والموالي ... وتخشاه الحجافل والصفوف
به زهت الوزارة والمعالي ... لذاك علابة الجاه المنيف
فيامن شأوه سامي الثريا ... وتالد مجده يتلو الطريف
اليك مدائحي بالحمد سارت ... لحد دونه الشعراء وقوف
فدم تاجاً على هام المعالي ... بامرك ثم تنصرف الصروف