بجمال الدين الأفغاني حضر مجلسه فاستهوته أفكاره الجريئة لذلك تردد على حلقته، وانخرط في سلك تلاميذه وتعلم منه حرية البحث والنقد والجرأة في الدفاع عن الحق فتشبع بمباديء الوطنية وتشرب منه مباديء الحريهَ.
ولما لاحظ الأفغاني في النديم نبوغه وقوة حجته في المناظره والجدل وسرعة بديهته ووضوح دليله إن كتب أو خطب أخذ يدربه وأعطاه من وقته وإهتمامه الكثير لثقته في أنه سيكون الرجل المؤثر في عواطف الجماهير.
وهكذا يتضح أن النديم ثقف نفسه ثقافة حرة واسعة النطاق وغير مقيدة بمنهج دراسي أو غيره مما جعله موسوعيًا في فكره فكتب في الأديان والحكمة والتاريخ والأدب كما التجأ إلى النشاط السياسي وعمل على توسيع قاعدة النضال الوطني بتحويل المجتمع كله إلى قوة وطنية ضاربة ونتيجة لذلك قدم النديم أفكاره عن طريق الصحافة في محاولة منه لتكوين رأى عام يقف ضد الظلم الواقع على أبناء مصر سواء من الداخل أو الخارج، وشجعه الأفغاني على ذلك.
وقد نالت مقالات النديم الصحفية إعجاب الناس لأنها كانت غريبة عليهم من حيث الأفكار والجرأة في التعبير، كما كانت جديدة عليهم من ناحية الأسلوب الذي تناول فيه النديم الأحوال السياسية التي مرت بها مصر بأسلوب رمزي (?) اتخذ فيه من بعض الكائنات غير الإنسانية ستارًا لبث أفكاره ومبادئه حيث لم تتح له ظروف مصر السياسية ما يريد أن يقوله بطريق مباشر.
ولم يقتصر النديم على ذلك بل اتجه إلى تأسيس صحيفة تحمل إلى الناس أفكاره، واستطاع الحصول على إذن من رياض باشا رئيس النظار في ذلك الوقت بإصدار جريدة تحت عنوان التنكيت والتبكيت وعن ذلك قال "إجتمعت برياض باشا في مصر، وقد أضمر لي الأضر فنافقته ونافقني، وجاذبته الحديث فوافقني حتى أخذت منه إذا بجريدة التنكيت وما أردت إلا