- 132 -
شاربيها فرايت ان قد ذهب سرها ببصره ولم يبق منه الا العلامات فكلمته في ذلك وابنت لهُ ان السبب هو الحشيشة فقال (ايش الكلام ده والحشيش شرب الاولياء ولاتطلع الاولياء الا من إلي يشربوا حشيش) فوكلت الحكم في ذلك الى التنكيت والتبكيت كما اكل اليه الحكم فيما يتحدث به المخرفون في المجالس العمومية من الاكاذيب عن الجن بقولهم رأيت في الجهة الفلانية جنيناً على صورة جاموسة وفي الجهة الاخرى على صورة حمار وطلع يبرطع ويكلمني وهكذا حتى يتعر الرواح على بعض من بالمجلس الذين لاقلب لهم ولا علم وربما ذهب مكرها ولم يصحبه احد فتتخيل لهُ بعض تلك الحكايات بالطريق فتورثه داء ربما لم يشف منه الا بفراغ الاجل
انبأئنا الاخبار الواردة من كفر الزيات بانه في يوم الاحد الماضي تلاقي وابور سكندريه الحامل لصحيفة التنكيت بوابور مصر الحامل لصحيفة الحجاز فوقفنا يتصافحان زماً ويتعانقان علنا وهما بين شاكٍ شاكر وصابِ صابر حتى ازف وقت الترحال فدخل كلاهما مستودعه وسارا الى حيث يقصدان حتى وصلا بالسلامة على عجل
(التنكيت) نستلفت من يهمه ذلك الى ملاحظتهما بعد لئلا بطول زمن وقوفهما فيتأخران عن المشتركين
طلب منا بعض الاصدقاء نشر بعض ابيات من القصيدة الوطنية التي ينشدها الوطن على لسان ابنائه بين يدي المليك اعزه الله فاجبنا طلبه ونشرنا هذا الجزء منها
انوار عدلك تهدي حي نادينا
وحسن سيرك للعليا يادينا
لكننا في طريق ضل سالكه
فمن يدل الى الحسنى ويهدينا
افتية ساءهم انصاف سيدنا
فاستقبحوا العدل والاحسان والدينا
كنا نناجي بالفاظ تقربنا
صرنا ننادي بدينار يفادينا
وكان يمشي على الديباج سافلنا
فصار يمشي على النيران عالينا
هل في القصور رجال غير من عظموا
بما لدينا وكانوا من موالينا
او في الديار ناس غير من وفدوا
من القفار فصاروا في مبانينا
هذي معالمنا تبكي وتنشدن
قول ابن زيدون اذ قامت تعزينا
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا
شوفاً اليكم ولا جفت مآءقينا
لو اننا مثل اهل الارض في همم
ما قام يندبنا احيا مغنيا
قل للنفوس التي ماتت بلا اجل
اين القلوب التي كانت تجاربنا
اين الشيوخ الآلى ساروا وسيرتهم
مسك ذكي يباهي مسك دارينا