- 131 -
لاتلاف الحال والجسم في شهوات بهيمية تنقضي بمجرد الافاقة منها ولكل عادة في سكره فمنهم من اذا شرب تقايأ على نفسه ومهنم من يعربد حتى يضرب على قفاه ومنهم من يشرب حتى يلقى على الارض لايسمع ولا يعي ومنهم من يبكي ويصيح ومنهم من يصمت ولايتحرك
وكل هذه الاحوال وان كانت مضرة بالعقل والصحة والناموس الا انها الطف واحسن مما علمناه الان من مجلس شرب لم نسمع بمثله ذلك ان جماعة ممن نخشاهم لحسن ثيابهم وطلاقة وجوههم وحلاوة السنهم اجتمعوا للشرب وكانوا سبعة وثامنهم غانيه مغنية فدارت الكؤوس وابتهجت النفوس ورفع نقاب الحياء وخلع ثوب الاعتبار وفرالادب خائفاً على نفسه واختفى الكمال لئلا يمس شرفه وارتفع العقل الى رفرف لايصلون اليه فيه وهجم عليهم الجهل بجيش القاحة والسماجة وفرسان الجنون وبث فيهم شجعان النقائص وركبان الضلال وهم يتفننون في انواع الرذائل حتى صار ابليس يكتب صحفاً بمخترعات الفسوق ومبتدعات الجنون ليحفظها في تاريخ الخسران
فلما تجردوا من الانسانية ولبسوا جلد البهيمية مد احدهم يمينه الى المزة (وكانت من الخيار) فاخذ واحدة قال المزة ان لم نطهر لايجوز تعاطيها فسألته المغنية بماذا نطهر المزة ياروحي فقال تطهر بدخولها في. . . فصفق الجميع استحساناً وهجموا على المسكينة وطهروا المزة حيث ارادوا ثم ابتدروا تلك الخيارة
يتضاربون وياكلون منها بنهم واستعذاب وصاروا يقسمون انهم ماذاقوا الى منها ولا اعذب مدة حياتهم وحلفوا انهم لايتعاطون شراباً ولا مزة مدة شهر حتى لاينسوا تلك الحلاوة الشهية التي لم يزل طعمها في فهمهم الى الان
فهل سمعتم او رايتم يا اولي الالباب مثل هذه القبائح التي لاتصدر ن البهيم فضلاً عن امة
متبربرة فضلاً عن طائفة متوحشة فضلاً عن كونها ممن يدعي التمدن ويقتدي بفعله فيه الايحسن بهولاء الاغبياء اذا رأوا فعلهم القبيح منشوراً في التنكيت ان يدخلوا بيوتهم ويضربوا انفسهم بالنعال ادباً لها وزجراً وان لم يصرح باسمائهم وهم يظنون ان لااحد يعلم حقيقة ما صار منهم وما آل اليه امرهم اخر الليل وقد علم بها الكثير من الناس حتى وصلت التبكيت من بلد الى بلد وناهيك بامر يفعل مع مغنية يجتمع معها الامير والحقير والعظيم والصعلوك فانه لايكتم ولا يحفظ في صدرها اكثر من زمن سكرتها ثم تذيعه لكل انسان ولعل السكارى اذا سمعوا هذا الامر القبيح يتحاشون مثل هذه المجالس ولا يبيعون عقولهم بالجد في طلب المزة المطهرة
من مكاتبنا ببور سعيد ايده الله
لكثرة انتشار الحشيشة (المعروفة بالاسرار) في هذا البلد صادفت في بعض الجهات احد