عبد الله نديم الكاتب الثائر والأديب المبدع
خطيب الثورة العرابية
أستاذ الأدباتية وأدباتي الأساتذة ..
هو عبد الله بن مصباح بن إبراهيم الإدريسي الشهير بعبد الله النديم الذي كان مولده يوم عيد الأضحى المبارك عام 1261هـ، 1845 م بمدينة الإسكندرية بشمال مصر
وقد حفظ الشيخ القرآن الكريم في الكتاب وهو في التاسعة من عمره، وقد اشتهر الشيخ في طفولته بذكائه وعلو همته ونبوغه
عشق التجول والترحال بين ربوع مصر فخبر الشخصية المصرية جيدا ... نادم جاهليها كما رافق مثقفيها .. كان تلميذا للأفغاني وعمل بجريدة «التجارة» و «الوطن» اللتين كان يصدرهما أديب إسحاق وسليم نقاش وكانا أيضا من تلاميذ الأفغاني.
انضم لعدد من الأحزاب والمنظمات السرية الداعية إلي إقامه حياة نيابية سليمة ونبذ الوجود الأجنبي في مصر .. وبعد أن انحلت تلك الجماعات الواحدة تلو الأخرى أنشأ جماعة علنية سميت «الجمعية الخيرية الإسلامية» وأنشأ مدرسة تابعه لها.
علم فيها الطلبة فنون البلاغة والخطابة ومثل معهم عده مسرحيات.
وفي سن السادسة والثلاثين أنشأ صحيفته الساخرة المسماة «التنكيت والتبكيت» والتي دل اسمها على المنهج الذي اتخذته تلك الصحيفة ..
فعن طريق النكتة المحببة للشعب أخذت تقرعه على العديد من التصرفات اللاعقلانية التي كان لها دور في تأخر الشعب.
ثم أنشأ جريده اللطائف اللسان الناطق للثورة العرابية ...
فقد كان النديم المستشار المدني للثورة وحلقه الوصل بين الشعب وبينها.
عندما فشلت الثورة العرابية أصبح النديم أحد أهم المطلوبين , اختفى لتسع سنوات في الأحراش المصرية إلى أن أوقع به وتم العفو عنه ونفيه إلي يافا ..
مات الخديو توفيق وتولى بعده الخديو عباس الذي عفا عن النديم وأعاده لمصر مره أخري ..
وسرعان ما شرع في إصدار مجله «الأستاذ» التي سارت على نهج صحفه السابقة .. فنفي مرة أخرى ليافا ولكن السلطان عبد الحميد أرسل في طلبه إلى الآستانة .. حيث كان يجمع المشاغبين المنتشرين في أقطار الولايات العثمانية ويبقيهم تحت ناظريه ..
مات النديم على أثر مرض السل مخلفا لنا تركة عظيمة سمع ورثته عن معظمها لكنها لم تصلهم
فقد ألف أكثر من 7 آلاف بيت شعر، وروايتين. أشهر كتبه «الاحتفاء في الاختفاء»، «اللآلئ والدرر في فواتح السور»، و «البديع في مدح الشفيع»، و «في المترادفات» وللأسف لم يصلنا منها إلا مقتطفات