وكذلك كانت عاقبة رخص الغذاء في بلد هو على العموم أكثر البلاد الأوربية مصادر ثروة طبيعية. ونحن إذا بحثنا أحوال الأمم الاجتماعية والاقتصادية وجدنا هذه القاعدة سارية في كل بقعة ومكان - وجدنا أنه إذا تساوت بين الأمم سائر الأحوال فازدياد السكان راجع إلى الغذاء ومقدار الأجور راجع إلى ازدياد السكان. ووجدنا أنه إذا انحطت الأجور اتسع البون بين نصيب الطبقة العليا ونصيب الطبقة العاملة من ثروة البلد فاتسع لذلك البون بين نصيبي الطبقتين من السلطة والنفوذ الاجتماعي أو بعبارة أخرى العلاقة بين الطبقتين تترتب في أصلها ومنشئها على تلك الخواص الطبيعية التي حاولت أن بين آثارها وأوضح أفعالها. وبإضافة هذه الأشياء بعضها إلى بعض أرجو أن نهتدي إلى ما هنالك من دقيق الصلة وغامض النسب بين العالم الطبيعي والعالم الأخلاقي وإلى ما تجري عليه هذه الصلة من القواعد. وإلى سبب انحطاط المدنيات القديمة بعد ارتفاعها، وانقراضها بعد مجدها وسلطانها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015