له وأنها فرطت فى ساعة نسيان وأنها ما اجترحت إنما بل هفوة من لمم وأنها رأت ماجر على حبها من ألم وأنها لتموت غماً إن لم أغفر لها ما تقدم من ذنبها.

استنفدت لغزائي كل ما فى الندامة الصادقة من عيون ودموع، وكل ما فى الأسى من بلاغة وسحر بيان!.

بهارية الوجنتين شاردة الخاطر مشتملة في ريطة ذات شقتين وشعرها مرسل منتثر فوق كتفيها وهي راكعة في بهرة المخدع، فى روعة ما رأيتها من قبل أجمل ولا أفتن سحراً.

وارتجفت من رعب وأضرم مشهدها بين عواطفى نار حرب طاحنة وانطلقت من لدنها نافراً وأنا لا أكاد أمسك علىّ مشاعري وأجمعت أمرى أننى لن أراها بعد اليوم أبداً.

ولكن ما مضت ربع ساعة حتي عطفت عائداً إلى مغناها ولا أعلم أى قوة تحدوني إليه كأنما نفث الحسد في قلبى سمه يحرضني أن تكون لى وحدي وأن أشرب فوق جسمها اللدن الرخص تلك الدموع المرة السخينة ثم أقتلها وأهلك نفسى معها.

شهد الله أننى اجتويتها وهى حبة نفسي، وكرهتها وهى معبودي، وشعرت أن في حبها متلفتى وخسرانى ولكن كيف تطيب الحياة بدونها. .

صعدت إلى طابقها كأنني البرق في خطفه ولم أسائل أحداً من خدمتها بل تجاوزت، وأنا أعرف الناس بحجراتها، إلى غرفتها ودفعت الباب فإذا أنا في حضرتها.

ألفيتها جالسة إلى زينتها ساكنة حالية تحملت من لآلئها ودراريها وجاريتها تعقص لها جدائلها وهي تحمل في يدها خماراً أحمر تضعه برفق فوق خديها والله لكأنى كنت في حلم.

كلا، ليست هذه المرأة التي كانت منذ ربع ساعة رهينة الحزن وأكفة العين. .

فلزمت موقفى ولا حراك كأنني التمثال. والتفتت مبتسمة لما فتح الباب تقول هل أنت المحب الطارق؟

لقد كانت تنظر غريمى ليصحبها إلى المرقص فلما تبينتني أمسكت عابسة فخطوت أريد الانصراف.

رأيت جيدها بضاً ناعماً عبقت منه أنفاس العرف وقد عقدت فروعها ثم زانتها بمشط من الماس.

ذلك الجيد مركز سلطان الجمال وأريكة الحسن كان أحلك من جهنم ناطت به سمطين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015