ـ تلك مسألة فيها نظر وإنّا لنتمنى يا بني قرب ذلك اليوم على أنه لن يأتي على أحسنه إلا إذا عرف الرجال عندنا قيمة الحياة الصحيحة والنظام العائلي الحق لا نظرياً فقط بل عملياً ثم عملياً.
ثم قلت لتطرق موضوعاً آخر يا نجيب قال وما ذاك يا أبي قلت ما هو اكتشاف السر وليم رمزي الذي يقول بتحويل المادة إلى قوة فقال بعد أن سكت برهة استجمع فيها فكره خلاصة هذا الاكتشاف أن السير رمزي قال في الجمعية الكيماوية الملوكية بلندن أنه أحمى بعض أنابيب قديمة من أنابيب أشعة أكس إلى 200 فحصل منها على غازات وبتحليلها وفحصها بواسطة المكروسكوب وجد من بينها عنصري الهليوم والنيون فهذا يترجح معه تحول القوة إلى مادة إذا صحت هذه التجربة العلمية وثبتت بواسطة معامل أخرى لأنه من أعظم الاكتشافات في ديوان العلم من حيث تحول العناصر على أن كفاءة السير وليم رمزي وعظم تدقيقه في تجاربه حمله على التثبت من اكتشافه وهل النيون الذي وجده في الأنابيب آت من الخارج أم لا أي لم ينفذ من زجاجها فغطس الأنبوبة في جو من النيون والهليوم ثم أخرجها وفحصها فثبت له أن هذا العمل لم يزد في مقدار الغاز الموجود منها داخل الأنبوبة هذا ولقد حملت الصحف الأخيرة ثناء أحد أساتذة السربون المسيو هاليير على السير وليم رمزي الذي له أياد بيضاء في مسائل الطبيعيات والكيمياء.
فقلت وهل ترى يا بني أمثال هذا الاكتشاف مما يزعزع أركان الحقائق الروحية على ما تزعم الصحف ففكر قليلاً وقال وما رأيك أنت قلت رأيي أن مسئلة تحول العناصر والقوة مما أشير إليه قديماً ومهما كان الحال فإنه لا يدل إلا على عظم إبداع الخالق تعالى ثم قلت لابني وهل قرأت ما حملته إلينا المجلة في هذا الشهر من أن للنبات عيوباً يبصر بها كما تبصر الحيوانات الدنيا فصاح نجيب عجباً إنني لم أطالع ذلك ولا أعرف منه إلا ما تخيله جماعة الشعراء والأدباء من عيون الزهر وغيره من الأزهار وهل رأوا عيون النبات تختلف كعيون الظباء بين عسلية وزمردية وأخرى سوداء ثم استدرك مجلسي ومقامي معه فقال إني لا أخال هذا الذي يزعمونه مهما قالوا إلا من قبيل الخيال.
قلت - بل إنه قد قام بالأمس الأستاذ غوتلب هاير لأن أحد علماء النبات في البلاد النمسوية وصرح بأنه قد ثبت له بعد تجارب عديدة وملاحظات دقيقة أجراها أن في بعض النباتات