التونسي شاعر القائم العبيدي وهي أبيات أسمعنيها بعض أدباء المرية ها وفيها يقول:
شرجوا جوانبه مجاذف أتعبت ... شأو الرياح لها ولما تتعب
تنصاع من كثب كما نفر القطا ... طورا وتجتمع اجتماع الربرب
والبحر يجمع بينها فكأنه ... ليل يقرب عقربا من عقرب
وعلى كواكبها أسود خلافة ... تختال في عدد السلاح المذهب
فكأنما البحر استعار بزيهم ... ثوب الجمال من الربيع المعجب
ومنها في وصف الشاعر:
ولها جناح يستعار يطيرها ... طوع الرياح كراحة المتطرب
يعلو بها حدب العباب مطاره ... في كل لج زاخر مغلوب
يسموا بأجرد في الهواء متوج ... عريان منسوج الذؤابة شوذب
يتنزل الملاح منه ذؤابة ... لو رام يركبها القطا لم يركب
فكأنما رام استراقة نقعد ... للسمع إلا أنه لم يشهب
وكأنما جن إبن داود هم ... ركبوا جوانبها بأعنف مركب
سجروا جواحم نارها فتقاذفوا ... منها بألسن مارج متلهب
من كل مسجور الحريق إذا إنبرى ... من سجنه انصلت انصلات الكواكب
عريان يقذفه الدخان كأنه ... صبح يكر على الظلام الغيهب
إلى أن قال:
ولواحق مثل الأهلة جنح ... لحق المطالب فأئتات المهرب
يذهبن فيما بينهن لطافة ... ويجئن فعل الطائر المتقلب
كنضانض الحيات رحن لواعبها ... حتى يقعن ببرك ماء الميزب
وبعد فإن لشعراء المغرب من بارع القصيد في هذا الباب مالا يحي كثرة وما ينم عن عظمة الأساطيل عند الدول الإسلامية وبلوغها لديهم الشأو الذي لا يلحق حتى وصول المسلمون إلى ما وصلوا إليه الآن من الصولة واتساخ الملك وضخامة السلطان.
ومن هنا تعرف مكان الأساطيل من الدول ولاسيما دول البحار مثل الدول الإسلامية لعهدنا وأن الأسطول هو سياج الدولة وعمادها، وبه عزها وعليه بعد الله اعتمادها، بل هو درعها