6 إبريل سنة 1916
لقد قتلت أعز إنسان لديّ على الأرض. . . أنا قاتل مينا. . . غفرانك ربي وعفوك. . . أواه. . . أواه. . .
10 أكتوبر سنة 1916
مضى زمان طويل منذ ذلك اليوم الرائع الهائل إلى هذه الساعة! لم أكن أعتقد أنني سأعيش هذه المدة المتطاولة، فقد علمت من فرتز أنه وجدني طريحاً والجملة الأخيرة من يوميتي لم تتم وإنني لبثت ثلاثة أيام سوياً في حمى شديدة، أهذي هذيان من به جنة ولم أستطع أن أتمالك جأشي وأعود إلى لبي إلا في هذه الساعة، ولم يكن لدى جلد على متابعة اليوميات إلا الآن.
في السادس من شهر إبريل المنصرم رأيت سفينة سويدية تنوء بأحمالها، راجفة في مهب الريح، تعدو صوب السواحل الانكليزية، فأطلق هالبرت قذائفه فأصابت واحدة منها صاريها فهوى متحطماً إلى أديمها، وأحدث وقوعه اضطراباً عظيماً في السفينة فلاح لنا أنها توشك على الغرق، فلما تدانى قارب النجاة منا، بلغ مني العجب مبلغه إذ رأيت فيه لارسن والد مينا وشقيقها سفن، وعلى الرغم من أنني أحسست أشد الحزن إذ خطر لي أن هذا اللقاء قد كلف الشيخ عظيماً، لأنني لم ألبث أن أوحي إليّ أن السفينة المغرقة هي ولا ريب سفينته التجارية التي كان يصيب الرزق منها، فإنني لم ألبث أن شعرت بروح من السعادة يسري في جميع أجزاء بدني، لأني علمت أنني سأظفر الآن بأنباء عن مينا.
فصحت بهما والقارب لا يزال على بعد مائتي خطوة منا أنشدكما الله أين مينا؟ قال لارسن الشيخ وهو يشير إلى البقعة التي سقطت عندها السفينة هناك!
فلم أدرك المعنى الذي أراده من تلك الكلمة وحسبته يتكلم على سبيل الاستعارة والمجاز كأنما يريد أن يقول أن الفتاة كانت تحب تلك السفينة أشد الحب وأنها ستروح دامية الفؤاد إذ تعلم بنبأ تلك الفادحة ولكنني عندما اقترب القارب وأدركت حقيقة المصاب العظيم تراخت ركبتاي وكدت أسقط لو لم أستند على ذراع هالبرت ورجل من البحارة، فقد علمت