أفلاطون نظرو.

ولكي تكثر خزائن الأسفار. وتحفل المكاتب بالتواليف الكبار. دأبوا في جمع الكتب واقتنائها. وقد روى عن الخليفة المأمون أنه جاء إلى بغداد بمئات من النوق تحمل الكتب الخطية المأثورة. ولما عقد الصلح بينه وبين ميشيل الثالث كان من شروطه أن تدفع إليه خزانة من خزائن القسطنطينية. فكان من بين الأسفار التي نالها رسالة بطليموس في الرياضة السماوية. فدفعه إلى المعربين فعرب باسم المجسطي وقد بلغ عدد الكتب المدخرة في المكاتب مبلغاً عظيماً. إذ كانت مكتبة القاهرة تحتوي مائة ألف مجلد. منها ستة آلاف وخمسمائة في الطب والفلك وحدهما. وكانت قوانين هذه المكاتب تبيح للمتعلمين والدارسين من أهل القاهرة استعارة الكتب وتجيزهم قراءتها. وقد حوت هذه المكتبة كذلك كرتين الأولى من فضة والأخرى من نحاس. وقد قيل أن النحاسية منهما هي الكرة التي صنعها بطليموس.

وأما مكتبة خلفاء الأندلس فقد بلغت مجلداتها ستمائة ألف حتى أن فهارسها استنفدت أربعة وأربعين كتاباً. وقد كان في الأندلس فوق ذلك سبعون مكتبة عمومية. وبلغت المجاميع والكتب التي في حوزة الأفراد العدد الكبير والمقدار الطائل. وقد روى أن طبيباً رفض دعوة سيلطان بخاري لأن حمل أسفاره يتطلب أربعمائة من الإبل:

وقد أعد في كل مكتبة مكان للنسخ والتعريب والتأليف. وقد كان لحونيان الطبيب مكان خاص بالترجمة في بغداد (850م) وقد أصدر منها مترجمات عدة لأرسطو وأفلاطون وأبقراط وجالينوس وأضرابهم. أما التواليف فقد كانت العادة أن يسأل طلبة الجوامع أساتذتهم أن يضعوا لهم رسائل في الموضوعات والعلوم التي كانوا بحاجة إليها. وكان لكل خلفة مؤرخ مخصوص. وإن كتب العشق والقصص أشباه ألف ليلة وليلة خير شهيد بما كان للعربي من قوة الخيال. وقد وضعوا أسفاراً كبرى في التاريخ والفقه والسياسة والفلسفة والتراجم. ولم تكن هذه الأخيرة مقصورة على تراجم المشهورين منهم بل ومشهور الخيل والإبل والنوق. ولم يضعوا فوق التآليف رقيباً. وإن كانوا عمدوا في العهود الأخيرة إلى مراقبة الكتب الدينية فلم يأذنوا بنشرها إلا بعد ترخيص. وكثرت ندبهم المراجع الجغرافية والتاريخية والإحصائية والطبية. وكثرت المعاجم ومختصراتها كمعجم العلوم لمحمد بن عبد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015