والنصر غرته الطلائع في الوغى ... والتابعون من الخميس حجول

كم ألف ميل نحو مصر قطعتمو ... فيم الوقوف ودون مصر ميل

طوروس تحتكمو ضئيل طرفه ... لمت طلعتم في السحاب كليل

ترخون للريح العنان وإنها ... لكمو على طغيانها لذلول

اثنين أثر اثنين لم يخطر لكم ... إن المنية ثالث وزميل

ومن العجائب في زمانك أن يفي ... لك في الحياة وفي الممامات خليل

لو كان يفدى هالك لفداكمو ... في الجو نسر بالحياة بخيل

أي الغزاة أولى الشهادة قبلكم ... عرض السماء ضريحهم والطول

يغدو عليكم بالتحية أهلها ... ويرفرف التسبيح والتهليل

إدريس فوق يمينه ريحانة ... ويسوع فوق يمينه إكليل

في عالم سكانه أنفاسهم ... طيب وهمس حديثهم انجبل

إني أخاف على السماء من الأذى ... في يوم يفسد السماء الجيل

كانت مطهرة الأديم نقية ... لا آدم فيهخا ولا قابيل

يتوجه العاني إلى رحمانها ... ويرى بها برق الرجاء عليل

ويشير بالرأس المكلل نحوها ... شيخ وباللحظ البريء بتول

واليوم للشهوات فيها والهوى ... سبل وللدم والدموع مسيل

أضحت ومن سفن الجواء طوائف ... فيها ومن خيل الهواء رعيل

وأذيل هيكلها المصون وسره ... والدهر للسر المصون مذيل

هلعت (دمشق) وأقبلت في أهلها ... ملهوفة لم تدر كيف تقول

مشت الشجون بها وعم غياطها ... بين الجداول والعيون ذبول

في كل سهل أنة ومناحة ... وبكل حزن رنة وعويل

وكأنما نعيت أمية كلها ... للمسجد الأموي فهو طلول

خضعت لكم فيه الصفوف وأزلفت ... لكم الصلاة وقرب الترتيل

من كل نعش كالثريا مجده ... في الأرض عال والسماء أصيل

فيه شهيد بالكتاب مكفن ... بمدامع الروح الأمين غسيل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015