الصفحة الأخيرة
المجتمع المخملي
الذي يتابع بعض المجلات العربية- وخاصة التي تصدر في الخارج والتي
توصف بأنها سياسة إخبارية مصورة - يجد أنه برغم تباين اتجاهاتها ما بين يمين
ويسار، ورغم اختلاف أغراضها، فإنها متفقة على شيء واحد يظهر في الصفحات
الأخيرة منها وهي صور حفلات (عِلية القوم) من أغنياء ووزراء، وأصحاب
شركات وأصحاب أقلام صحفية مغموسة بالرياء والنفاق.
حفلات في أفخم الفنادق في أوربا والبلاد الغربية ينفق عليها الآلاف بل
الملايين، تظهر فيه هذه الفئة (المترفة) على حقيقتها، من حب الظهور
و (الفخفخة) والتفاهة، إنهم يعيشون في وادٍ والشعوب العربية في وادٍ آخر.
عندما ترى هذه المناظر (المنكرة) تشعر كم هي سحيقة الهوة بين طبقات
مجتمعنا، فلماذا تلوم هذه الصحف الشباب الذي يبحثون عن العمل، عن الشقة،
عن إعفاف نفسه بزوجة مستورة الحال فلا يجد إلى ذلك من سبيل.
لماذا يعجبون أن يصبح الشباب في حالة نفسية غير سوية، ويتصرفون
تصرفات غير صحيحة؟ ! ، إن هؤلاء الصحفيين الذين يتباكون على مشاكل البلاد
العربية، ويظهرون الشفقة على مستقبلها يشجعون (المترفين) على الإنفاق حتى
يصيبهم شيء منه، إن هذه المفارقات الصارخة ستؤدي إلى الكوارث، وإنها مناظر
مؤذية مؤذية.