مهدي بن نزال المهدي
أخي الداعية المربي إننا بحاجة ماسة إلى من يخرج بجهوده جيل فريد من
نوعه ليسير على درب الهدى وينفع أجيالاً أُخر.
لكن ما هي الثغرات التي تقف أمام الجيل الجديد لكي ينحرف عن درب
الهدى.. وما هي أخطاء جهود الداعية المربي في ذلك؟ !
إن من الأخطاء:
1) عدم إدراك أفكار وشعور الأجيال المستقبلية:
من المعلوم أن الأفكار والمعتقدات تقع في عقل الإنسان ويصعب على المرء
معرفة ما يكنُّه رفيقه في قلبه من آلام وأحلام.. وكل إنسان له أفكار مستقبلية..
وكذلك الجيل الجديد.
وما إن يعرف الجيل الطريق السوي ومعه أفكاره ومعتقداته المستقبلية التي
يبني عليها حياته إلا ويأتي دور الداعية المربي لتوجيهه وارشاده.. وهنا يقع الخطأ
في التوجيه!
من تلقين العلم والعمل زمراً زمراً من غير دراسة لأفكاره المستقبلية.. فما إن
يرى الجيل هذا النوع من المعاملة وعدم موافقتها لما يدور في خلده إلا وتكثر
مجاملته لمعلمه وعدم اهتمامه بهذا الطريق السوي ظناً منه أنه ممل.. ويتدرج هذا
الشعور إلى التفكر في السقوط ثم السقوط بعد ذلك.
2) الإحاطة بمجتمع الجيل:
«الناس أجناس» ، والمجتمع فيه السيئ والمحسن.. والجيل يندرج تحت
غطاء السيئ أو المحسن في مجتمعهم.. وبعد تمسك الجيل بدرب الهدى يأتي خطأ
الداعية المربي حينما يفرض عليهم أعمالاً وأفكاراً هي في نظر المربي سهلة معتادة
في مجتمعه ولكنها في نظر الطرف الآخر عكس ذلك كله في مجتمعه.. وتأتي
المجاملة لتحل هذا لموقف الحرج.. ولكنها لا تجدي وبالتالي لابد لذلك الفرد السير
خلف مجتمعه إن كان ضعيفاً أو الوقوف محتاراً.. ويأتي حصاد السقوط بعد هذا.
3) بين الأمر والإجابة:
إذا عرف الإنسان طريق الخير وطريق الشر عرف على إثر ذلك الأعمال
الموافقة لهما والمنافية لهما.. وللمربي الحق في أمر الجيل بأمر متوجب شرعاً على
انفراد بعد ما يبينه له في سابق زمان.. وأما أمور الخير عامة فينبغي للداعية
المربي عدم إلزامه بها ولكن له أن يعرضها في قالب جميل من الحكمة وأن يجعل
من نفسه صورة معكوسة لأمور الخير عامة.
إن الإلزام بشكل عام بحكمة ورزانة لأمر مستحب ومستحسن ولكن إذا طغى
هذا الجانب على الجيل وأصبح يشغل حيزاً كبيراً من شعوره فإنه ما إن يحاول ترك
طريق الهدى مع معرفته له.. لا سيما إذا كان الجيل في أول طريقه للخير فإنك
ترى التقهقر والرجوع ينتابه.