الصفحة الأخيرة
عبد القادر حامد
عندما نقول: صحافة إسلامية، نعني: صحافة تعبر عن شمولية الإسلام،
وتعرض عقائده وأحكامه كما أنزلها الله وطلب من البشر اتباعها، دون تحريف، أو
تعطيل، أو تزوير، أو استغلال.
ووجود صحافة من هذا النوع ضرورة شرعية وإنسانية. ولكن المشاهد مما
يسمى «صحافة إسلامية» بعيد عن تناول الإسلام بهذا الشكل الشامل، بل هناك
موضوعات هي من بدهيات الإسلام وأساسياته محظور على هذه الصحافة أن
تتعرض لها أو أن تضعها في اهتماماتها، وإذا تعرضت لها فبأسلوب فيه المدارة
والتورية والرمزية ما يجعله معدوم الأثر، قليل الفائدة.
نضرب على سبيل المثال موضوعات مثل التشريع، ومناهج التربية والتعليم
وصلة ذلك بعقيدة الأمة، وكذلك الجهاد وتحديد مفهومه شرعاً، ومسائل مهمة، مثل: الولاء والبراء، ومن هو العدو والصديق في نظر المسلم، ووضع النقاط على
الحروف في مثل هذه القضايا، وتوضيحها بدون لبس أو إجمال موهم أو مخل.
إن ما هو موجود من «صحافة إسلامية» غالباً ما يشتغل بقضايا فرعية
ونظرية يقتلها بحثاً، بينما يمر على القضايا الرئيسية مر الكرام، أو يتحرج من
البحث فيها، أو لا يمكنه ذلك لما هو مبثوث في طريقه من الحواجز والموانع.
إن البديل عن الحرية في تناول مثل هذه القضايا المصيرية هو الكبت الذي
يسبب الفوضى، ويشل الأفراد والجماعات عن إنجاز أي شيء نافع، ويعيق أي
توجه للخروج من جو السلبيات والعراقيل والمشاكل التي تعصف بالمسلم في هذا
العصر، وتجعله عرضة للمهانة والإذلال الذي أصبح وصمة لازمة له..