طارق خليل الأسود
كثير من المسلمين اليوم يقوم بفعل الشىء، وبعد أن يتمه يأتيك سائلاً عن
حُكمه، فربما كان الحكم حراماً أو حلالاً، أو مكروهاً أو مندوباً ... فماذا يفعل هذا
المسلم لو كان الحكم حراماً؟ ! ؛ إنه ارتكب إثماً - ولا شك - في حق نفسه لأتفه
الأسباب، لأنه لم يكلف نفسه بالسؤال ولا الاستفسار عن حكم هذا العمل الذي يريد
الإقدام عليه قبل عمله والوقوع فيه.
بل الأمر الأدهى من ذلك والأمرّ، ذلك المسلم الذي يقوم بفعل الشيء وهو لا
يعرف حكمه، ثم لا يسأل ولا يبالى إن كان الحكم حراماً أو حلالاً، مندوباً أو
مكروهاً ... الخ.
ولكن نجد فئة من الناس بل الغالب عليهم أنهم لا يسألون عن الحكم الشرعي،
بل نجد الرجل منهم حينما يتقدم الخاطب إلى خِطبة ابنته، لا ينام الليل ولا النهار
حتى يعلم أدق الأمور عنه فيسأل القريب والبعيد عنه، وقد يضطر أحياناً إلى السفر
إلى الخارج للبحث والاستفسار عنه، وكذلك يحقق ويزن الأمور التي توصل إليه،
أليس هذا واقعنا المعاصر؟ .
اعلم يا عبد الله: أن كل حركة أو إشارة أو كلمة أو نظرة لها وعليها حساب؛
قال الله - تعالى -: [فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) ومَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
شَراً يَرَهُ]
[الزلزلة: 7-8] وأنت تعلم ما الذرة وما كبرها، فينبغي معرفة حكم الشيء
قبل الإقدام عليه فإن كان حراماً ابتعدت عنه، وإن كان حلالاً أقدمت عليه ... وزِنْ
الأمور قبل وقوعها بميزان الصراط المستقيم، ميزان الحق والعدل، ميزان الحلال
والحرام، ميزان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن كانت موافقة فالراحة
والطمأنينة، وإن كانت مخالفة فالابتعاد عنها، وإن كان فيها شك أو شبهة ابتعدنا
عنها أيضاً أسلم للعواقب، وآكد للثواب. هذا إذا أردت عتق نفسك من النار، وعدم
تحميلها أكثر مما تطيق من الآثام والأوزار. اللهم انفعنا بما علمتنا، وكن عوناً لنا.