الجيل الذي نريد
أم زياد المالكي- المدينة
لا يخفى على أحد من الناس الحال السيئة التي وصل إليها المسلمون بسبب
التبعية للغرب، وإني بحكم دراستي الجامعية التي أرى فيها كثيراً من مظاهر هذه
التبعية أحببت أن أنبه إلى هذا الجانب الهام وهم (الولاء والبراء في الإسلام) . قال
الله تعالى: [لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ ورَسُولَهُ
ولَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ..] [المجادلة: 22] ،
ومصداق ذلك ما روته كتب السيرة عن حب أصحاب محمد محمداً، وأنهم تفانوا في
ذلك، بينما نرى اليوم أن مفهوم العبادة انحصر في شعائر التعبد دون معناه الشامل، وانقطع تأثيره في الحياة وأصبحت الشعائر تقاليد موروثة يحافظ عليها الصغير
والكبير من أجل أنها تقاليد.
فالأخلاق وحجاب المرأة وقضية العرض كلها تقاليد أكثر مما هي عبادة.
نحن اليوم بحاجة إلى جيل تربى على طلب العلم والعمل يؤمن بالدعوة إلى
الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بدلاً من جيل يخاف من السيف وهو في
غمده، قد أعلن ولاءه للغرب في تصرفاته وأخلاقه، فلا دين له ولا أخلاق، يصبح
ويمسي وهو يفكر في قضاء وقته باللهو.
أيها الآباء شمروا عن ساعد الجد وربوا جيلاً يصمد أمام الأعداء لا يخاف إلا
الله وحده.