شؤون العالم الإسلامي
إيران تحث الشيعة الأفغان
للتقارب مع نظام نجيب
أحمد زيدان
اقترح وزير الخارجية الإيراني إجراء محادثات مباشرة بين ممثلين عن
حكومة باكستان وإيران ونظام كابل والمجاهدين الأفغان بهدف ما أسماه تحقيق
السلام وإعادة الهدوء لأفغانستان، وأضاف في مقابلة صحفية أجرتها معه هيئة
الإذاعة البريطانية باللغة الفارسية أن هذا الاقتراح هو الأول من نوعه الذي تقدمه
إيران، وكان الغزل الإيراني مع نظام كابل قد بدأ منذ توقف الحرب العراقية -
الإيرانية التي رافقها تحسن ملحوظ في علاقات روسيا - إيران، الأمر الذي انعكس
على علاقة إيران مع نجيب الله.
ومنذ انسحاب القوات الروسية من أفغانستان والعلاقات بين النظامين تتنامى،
خاصة في التبادل التجاري حيث يلعب الملياردير الأفغاني الشيعي قاري أمان نوائي
الذي يسميه الأفغان بـ (نور جكامي أفغان) أي (مخزن الأفغان) لثرائه وغناه حيث
إنه يرفض تشغيل أي شخص غير شيعي لديه.
كما انتعشت المؤتمرات الثنائية بين البلدين، وبدأت إيران بدعوة نظام نجيب
إلى المؤتمرات التي تعدها مثل مؤتمر الصحة العالمية الذي عقد بالقرب من اجتماع
للمجاهدين الأفغان مع التحالف الثماني الشيعي المستقر في طهران سابقاً، الأمر
الذي أثار الشكوك حول لقاء المجاهدين مع ممثلين عن حكومة كابل، وكانت إيران
تهدف من هذه اللقاءات والأمكنة القريبة من بعضها إلى إثارة الشكوك حول
المجاهدين الأفغان، كما استقبل البرلمان الإيراني رئيس البرلمان الأفغاني التابع
لنظام نجيب الله.
تجدر الإشارة إلى أن نائب رئيس نظام كابل الحالي سلطان علي كشتمند من
الشيعة الهزارة الذي تصفه المصادر الأفغانية بأنه مقرب من إيران، وقد أثار تعيين
شقيه أسد الله كشتمند قائماً بالأعمال في إيران شكوكاً كبيرة في أعقاب انسحاب
القوات الروسية، والكثير من المراقبين يرون في تعيينه إيماءة قوية من نظام كابل
لإيران حيث أنه شيعي وشقيق لرئيس الوزراء السابق الشيعي الذي ترقى أخيراً إلى
منصب نائب الرئيس نجيب، وتقول مصادر المجاهدين بأن سلطان علي كشتمند
غدا شخصية قوية في نظام كابلحتى بدأ بتجميع الشخصيات الشيعية حوله.
إيران تدعو لإشراك الشيوعيين في الانتخابات:
دعا وزير الخارجية الإيراني في مقابلة صحفية معه أيضاً إلى إشراك أعضاء
من الحزب الشيوعي الأفغاني في الانتخابات القادمة، وقد عقب (عبد العلي مزاري)
الناطق الرسمي باسم حزب الوحدة الإسلامية الشيعية الجديد والذي يضم تسعة
أحزاب شيعية على هذا التصريح بأن الأحزاب الشيعية لا تريد إشراك الشيوعيين
في الانتخابات، وقد وافق مزاري في مؤتمره الصحفي في بيشاور على إشراك
ظاهر شاه في الانتخابات. وتتخوف إيران كثيراً من وصول شخصية مثل المهندس
قلب الدين حكمتيار أمير الحزب الإسلامي إلى السلطة في كابل خاصة وهو بشتوني
وهم معروفون بعدائهم للشيعة بعدم قبول سيطرة الأجانب عليهم وقد عبر عن هذا
التخوف الصحفي الباكستاني الشيعي مشاهد حسين المقرب من إيران عندما قال بعد
عودته من طهران بأن المسؤولين هناك متخوفون من وصول حكمتيار إلى الحكم في
كابل مما سيؤدي إلى وقوع أفغانستان بأيدي المتطرفين - على حد زعمهم -.
الشيعة يعززون مواقعهم في حكومة نجيب:
نقلت مصادر موثوقة في كابل بأن نظام نجيب الله قد حاول ملء فراغ قادة
انقلاب حركة السادس من مارس بقيادة تاناي ببعض الشخصيات، فكان معظمهم من
الإسماعيلية والشيعة، وبعد هدوء الأوضاع حاول نجيب إقالتهم إلا أنه فشل في
تحقيق أهدافه خاصة بعد أن دعمهم سلطان علي كشتمند وعزز مواقعهم خاصة في
قيادة الجيش والاستخبارات، وبعد انقلاب تاناي التقى نجيب مع مندوبين عن
التحالف التساعي الشيعي الأفغاني المستقر في طهران ومما جاء في كلمته قوله: "
أود أن أقول في لقائي هذا بأن شعب الهزارة (الشيعة) شعب مظلوم وهو في نفس
الوقت شعب صادق ومخلص في الدفاع عن وطنه ولا ننسى موقفه المشرف مع
أمان الله عندما قام ضده المتطرفون والذين يقفون بوجهنا اليوم حيث إنه أراد
إصلاح البلاد فوقفتم إلى جانبه حتى آخر لحظة من سقوطه " وكان يشير بهذا إلى
وقوف جماعة الهزارة إلى جانب الملك أمان الله في تحديث البلاد بوجهة غير
إسلامية فوقف في وجهه العلماء. ولم ينس نجيب أن يدغدغ عواطف الشيعة في
العزف على وتر خطر الوهابية التي تعتبر بعبع الشيعة عندما قال: " إن انقلاب
تاناي حكمتيار كان بأمر من المخابرات الباكستانية والوهابية السعودية ".
وتقول مصادر المجاهدين القادمة من كابل بأن الشيعة قد شكلوا عدة ألوية
عسكرية شيعية تشرف على قطع طرق المجاهدين في الهجوم على كابل ومعهم سيد
جكرن.
ولا تستبعد مصادر المجاهدين إذا حصلت انتخابات في هذه الفترة أن يقوم
نجيب بالسماح للشيعة الأفغان الموجودين داخل المناطق التي يسيطر عليها بالذهاب
لأماكن الاقتراع في المناطق المحررة خاصة وأن أغلب مناطق الشيعة ليست تحت
سيطرة نجيب مما يجعل تحقيقهم لنتائج أكثر من نسبتهم أمراً أكيداً.