الصفحة الأخيرة
عبد القادر حامد
من يتابع تصريحات دعاة (السلام) الذليل والهزيل مع اليهود؛ واللاهثين
وراءه بكل قواهم؛ يصيبه العجب العجاب من الحجج التي يسوقونها ليعطف عليهم
اليهود وأشياعهم؛ فيقبلوا مجرد بحث هذا الموضوع. ومن هذه الحجج الرخيصة
والساقطة: أنهم يحاولون إقناع خصومهم بأنهم هم الطرف الوحيد المعتدل العاقل
الذي يمكن التفاهم معه، بل وتبلغ بهم الصفاقة أن يلوحوا بأن التعامل مع اليهود من
أجل كبح من يسمونهم (المتطرفين) ، وهذه دعوة صريحة للتعاون مع العدو ضد
بني جلدتهم!
وهذا الموقف ينطوي على قصر نظر، ويحمل سوء قصد وخبث هدف.
وفيه من الخسة والانحطاط الخلقي - الذي هو صفة من صفات المنافقين - ما يدعو
إلى فضحه والتحذير منه بكل وسيلة.
أما قصر النظر: فهو ظنهم أن العدو يمكن أن يثق بهم، ويتخلى عن شيء
من خططه التوسعية ومطامعه وأهدافه في العمل الدؤوب على إضعاف كل عناصر
المقاومة عند العرب، ومقارنتهم (المتطرفين المسلمين بالمتطرفين الصهاينة) .
وأما سوء القصد وخبث الهدف: فهو سعيهم الحثيث للصلح مع العدو،
ومحاولتهم المستميتة لتجميل صورهم القبيحة في نظر العدو، بينما لا يبذلون مثل
هذا الجهد لإظهار حسن النية مع أبناء أوطانهم ممن يخالفونهم الرأى؟ بل
يحرصون على احتكار الأعمال الوطنية ويدعونها لأنفسهم، ويجردون الكثيرين من
بني أوطانهم من كل الحقوق والامتيازات؛ إلا حق التعرض لبطش العدو وجبروته، وتجاهل المفترض أن يكون صديقاً وتحامله وتشويهه..