صالح عبد الله الجيتاوي
الإعلام الفضائي العربي يتضخم بصورة متصاعدة عاماً بعد عام، ومع انخفاض تكاليف البث والإنتاج أصبحت الفضائيات تتجاوز المئات، وفي قائمة الانتظار سلسلة طويلة منها!
والسؤال الجدير بالمناقشة: ما الرسالة الإعلامية التي تحملها هذه الفضائيات؟
ما الرصيد الفكري والثقافي الذي تسعى لنشره؟
لا نجافي الحقيقة ـ مع الأسف الشديد ـ إذا جزمنا أن أغلب تلك القنوات تحمل رسالة وضيعة لا تتجاوز الغناء والرقص، وإشاعة الرذيلة الأخلاقية، والفجور الفكري؛ لكن الجديد في هذا الغثاء الفضائي انطلاق فضائيات متخصصة في ألوان جديدة من الإفساد والتحريف، منها:
أولاً: الفضائيات التنصيرية: وقد أصدرت البيان مؤخراً كتاباً بعنوان: (الفضائيات العربية التنصيرية) درس بعض القنوات، ورصد أساليبها، وحلل خطابها بموضوعية علمية.
ثانياً: الفضائيات الشيعية: التي ارتفع صوتها الطائفي في العراق خصوصاً، وأسقطت بعضُها عقيدة (التَّقِيَّة) وراحت تجهر بعدائها وسقوطها العقدي.
ثالثاً: قنوات السحر والشعوذة والدجل: والغريب كل الغرابة أن هذه القنوات تعبث بالدين وتهزأ بالعقل، وتستغل الجهلة والسُّذَّج، ومع ذلك تجد الدعم والتسهيل!
رابعاً: قنوات ما يسمونه بالإسلام (الوسطي!) أو إن شئت سمِّه (الفكر العصراني المتأمرك) الذي يسعى إلى مسخ الهوية، وتجريدها من القيود والحدود الشرعية.
وفي ظل هذه الغياهب المظلمة بدأت تظهر ـ ولله الحمد والمنة ـ عدد من القنوات الإسلامية الأصيلة التي ترعى حرمات الشريعة، وتذبُّ عن الدين وتعرِّف به، لكنها أحوج ما تكون إلى التسديد الفكري والعون المادي والفني.
وها هنا يزداد الإلحاح على ضرورة التخطيط الإعلامي، وصناعة رؤية إعلامية ناضجة تواجه ذلك الركام المتهالك من الفضائيات الرخيصة، والحرص على دعم المبادرات الفضائية